أسلحة ألمانية بأيدي مليشيا الدعم السريع.. شبكة تهريب عابرة للقارات تكشف خطوط إمداد معقّدة

1 minute للقراءة
188 مشاهدة

📌 المقدمة
تتزايد علامات الاستفهام حول كيفية وصول أسلحة ألمانية متطورة — من بينها بندقية G36C — إلى أيدي مقاتلي مليشيا الدعم السريع، رغم أن ألمانيا لم تُصدر أي أسلحة للسودان منذ سنوات طويلة، ورغم تأكيد الشركات المصنّعة أنها لم تبرم أي صفقات مرتبطة بأطراف النزاع.
لكنّ ظهور هذه الأسلحة في تسجيلات ميدانية من داخل الخرطوم ودارفور، إلى جانب أسلحة تركية وصينية الصنع، يفتح بابًا واسعًا على شبكة تهريب دولية معقدة تشمل الإمارات – ليبيا – تشاد – وسطاء أسلحة دوليين، بحسب تقارير بحثية وإعلامية متقاطعة.


🔍 1 — الشرارة الأولى: ظهور بندقية G36C

كانت اللقطة الأولى التي أثارت الجدل عندما ظهر أحد مقاتلي المليشيا يحمل بندقية G36C، وهي سلاح هجومي عالي الكفاءة تنتجه شركة Heckler & Koch الألمانية، ولا يُباع عادة إلا لجيوش نظامية أو وحدات خاصة.

سارعت الشركة لنفي أي علاقة لها بالأمر، كما أكدت برلين التزامها الصارم بلوائح التصدير الأوروبية، لكن الأسئلة بقيت مفتوحة:

  • كيف وصلت البنادق الألمانية إلى حرب دارفور؟

  • ومن هي الجهات الوسيطة التي نقلت السلاح؟


🔍 2 — رصد لأسلحة تركية وصينية لدى المليشيا

لم يقتصر الأمر على السلاح الألماني؛ فقد وثّقت تقارير إعلامية ظهور:

  • البندقية التركية ZPT 556 من إنتاج TISAS

  • مسيرات صينية طراز CH-95 (نحو 13 مسيّرة)

تركيا نفت رسميًا أي صلة لها بتسليح المليشيا، وهو موقف يتماشى مع دعمها المعلن للحكومة السودانية والجيش.
الصين كذلك نفت علمها بوصول مسيّراتها إلى أي طرف في حرب السودان.

هذا التضارب بين “الإنكار الرسمي” و“الواقع الميداني” يعزز فرضية وجود شبكة تهريب متعددة الطبقات.


🔍 3 — مسارات التهريب: من الخليج إلى الساحل

تشير دراسات صادرة عن GIGA ومؤسسة Rosa Luxemburg إلى أن مليشيا الدعم السريع تعتمد على شبكة إمداد ثلاثية المحاور:

1) الإمارات العربية المتحدة

تظهر أبوظبي في عدد متزايد من التقارير باعتبارها محطة عبور مركزية للأسلحة والمعدات التي تصل لاحقًا إلى السودان عبر وسطاء وشركات خاصة.
تقارير دولية — منها تحقيقات صحفية وصور أقمار صناعية — تحدثت عن شحنات خفيفة ومتوسطة تمر عبر قنوات غير رسمية داخل الدولة.

2) ليبيا وتشاد: المنطقة الرمادية للسلاح

منذ سقوط نظام القذافي تحولت ليبيا إلى أكبر سوق سلاح غير منضبط في شمال أفريقيا.
وتُستخدم طرق معروفة تربط شرق ليبيا → جنوب ليبيا → شمال تشاد → دارفور لنقل الأسلحة والعربات، مستفيدة من ضعف الرقابة الحدودية.

3) إعادة التصدير عبر مستخدم نهائي غير حقيقي

واحدة من أشهر الحيل في تجارة السلاح العالمية:
شراء السلاح لدولة معينة كمستخدم نهائي رسمي → تسريب جزء منه إلى طرف ثالث.
ويُرجّح أن بعض الأسلحة الألمانية وصلت إلى السودان عبر هذا المسار، رغم عدم وجود دليل واحد قاطع حتى الآن.


🔍 4 — مخزونات قديمة.. هل هي جزء من الحكاية؟

يؤكد باحثون أن بنادق ألمانية أقدم مثل G3 كانت موجودة في السودان منذ الخمسينيات والستينيات ضمن صفقات رسمية للجيش السوداني.
لكنّ هذه المخزونات لا تفسّر ظهور نموذج G36C الحديث، ما يعني أن جزءًا من السلاح الذي تحمله المليشيا دخل السودان خلال السنوات الأخيرة عبر مسارات غير شرعية.


⚠️ 5 — ثغرات رقابة السلاح عالميًا

التقارير الحقوقية تكشف نقاط ضعف واضحة:

  • ضعف نظام تتبع “شهادة المستخدم النهائي”.

  • نشاط الأسواق السوداء في ليبيا والساحل.

  • قدرة الدعم السريع على الدفع بسخاء عبر الذهب والموارد.

  • وجود وسطاء يعملون خارج رقابة الحكومات.

وتحذّر منظمات مثل العفو الدولية من أن استمرار تدفق السلاح إلى المليشيات يرسّخ الانتهاكات ويُفاقم الكارثة الإنسانية.


🔍 6 — الإنكار الألماني.. والواقع على الأرض

برلين، وشركة Heckler & Koch، والحكومة الأوروبية جميعها تنفي أي توريد للسودان.
لكن وجود البنادق المتطورة في أيدي مليشيا غير نظامية يطرح سؤالًا أكبر:
هل تكفي قواعد أوروبا الصارمة إذا كانت شبكات التهريب تتجاوز ثلاث قارات؟


📌 الخلاصة

لا توجد إجابة نهائية حتى الآن لكيفية وصول السلاح الألماني إلى مليشيا الدعم السريع، لكن الصورة التي ترسمها التقارير الدولية واضحة:
شبكة تهريب معقدة، متعددة الدول والوسطاء، تُغذي واحدة من أكثر الحروب دموية في أفريقيا.
وتبقى مسؤولية المجتمع الدولي اليوم مضاعفة في تتبع مسارات السلاح وضبطها، لأن كل بندقية تتجاوز حدودها الشرعية تعني دورة جديدة من القتل في السودان.

✍️ سودان 24 | وحدة التحقيقات الخاصة
📧 investigations@sudan24.news

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *