استراتيجية استخباراتية سودانية لمواجهة دعم الميليشيات من ليبيا
كشف العميد الطيار عادل عبدالكافي، الخبير العسكري الليبي، عن تفاصيل استراتيجية استخباراتية متطورة تتبعها القوات المسلحة السودانية لاستهداف شبكات إمداد مليشيا الدعم السريع، التي تتلقى تمويلها وتسليحها من عدة مصادر، بما في ذلك الأراضي الليبية.
وأوضح عبدالكافي أن القوات السودانية تمكنت من اختراق المعلومات الاستخباراتية داخل ليبيا، مما أتاح لها جمع بيانات دقيقة حول كميات الأسلحة والذخائر الموجهة إلى الدعم السريع، هذه البيانات تشمل توقيتات خروج القوافل العسكرية وعدد العربات المشاركة في عمليات النقل، بالإضافة إلى جنسيات الأفراد المتورطين في تأمين هذه الإمدادات.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الجهود الاستخباراتية تشمل تتبع مسارات القوافل العسكرية منذ انطلاقها من معسكرات شرق بنغازي، مثل معسكر الرجمة، وصولاً إلى الحدود السودانية، يتم تمرير المعلومات الدقيقة إلى سلاح الجو السوداني، الذي يقوم بتنفيذ ضربات جوية دقيقة تستهدف العربات المحملة بالأسلحة قبل وصولها إلى وجهتها النهائية.
وأكد عبدالكافي أن استمرار تدفق هذه الإمدادات جعل من ليبيا طرفًا غير مباشر في الصراع السوداني، مما أسهم في تفاقم الانتهاكات التي تُرتكب ضد المدنيين في دارفور. واصفًا تلك الانتهاكات بأنها “جرائم قتل وتطهير عرقي وإبادة جماعية” تنفذها مليشيا الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وفي ختام حديثه، أشار عبدالكافي إلى أن نجاح السودان في تعقب خطوط الإمداد الليبية سيشكل نقطة تحول حاسمة في معركته ضد المليشيات المتمردة، كما سيساعد ذلك في تقليص نفوذ التنظيمات المسلحة التي تستفيد من الفوضى في المنطقة الحدودية بين البلدين.
ومن الجدير بالذكر أن هذه التطورات تأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من تزايد دور الإمارات في تمويل وتسليح هذه الميليشيات، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة ويهدد الاستقرار الإقليمي.