اعتقال “أبو لولو”.. تناقضات الدعم السريع وتحذيرات من محاولة طمس الأدلة
📌 المقدمة
أعلنت مليشيا الدعم السريع عن توقيف شخص يُعرف شعبياً بلقب “أبو لولو” (المنسوب إليه – بمقتضى مقاطع متداولة – ارتكاب انتهاكات في الفاشر)، إلا أن الموقف الرسمي تخلّله تناقض واضح: بين نفي مباشر لانتساب الرجل للمليشيا، وإعلانات لاحقة عن توقيفه ومباشرة لجان تحقيق. في المقابل، تفيد مصادر ميدانية مستقلة لِـسودان 24 بوجود معلومات خاصة من أن تكون عملية الاحتجاز شكليّة بهدف “إسقاط” مسؤولية مرتكبة جماعة أو أشخاص، وأن ثمة خطرًا ملموسًا على أبو لولو التي تسعى المليشيا لاحقا للتخلص منه وتصفيته داخل سجنه ما يمكنها من طمْس الأدلة.
🔍 1 — ملابسات الاعتقال والبيانات المتناقضة
- 
إعلان أولي (منشور على قناة رسمية تابعة لقوات الدعم السريع على تليغرام): نبّهت القوات إلى ضبط عدد من المشتبه بهم في تجاوزات الفاشر، وذكرت أن واحدًا منهم هو المدعو “أبو لولو”، وأن اللجان القانونية باشرت التحقيق. 
- 
تصريحات لاحقة للمتحدث الرسمي: نَفَت الانتماء التنظيمي لـ”أبو لولو” لقواتهم، بينما كرّرت القيادة لاحقًا أن المشتبه به سيُحال للتحقيق وأن لا أحد فوق القانون. 
- 
تناقض الرسائل الرسمية (نفي ثم توقيف ثم تأكيد محاسبة) أثار ارتيابًا واسعًا لدى المراقبين والمصادر المحلية، إذ تُقرأ هذه التناقضات على أنها محاولة لإدارة الأزمة إعلاميًا أكثر منها تحرّكًا قضائيًا شفافًا. 
⚠️ 2 — ادعاءات المصادر الميدانية وخطر طمس الأدلة
- 
مصدرنا الميداني يؤكد وصول معلومات سرّية تشير إلى أن بعض القيادات الميدانية ترى في “أبو لولو” ما يشبه “صندوقًا أسودًا” قد يكشف سلسلة من الأوامر والعمليات والوثائق المتعلقة بجرائم ارتُكبت في الفاشر. 
- 
وفقًا لذلك، ثمة مخاوف لدى جهات رقابية ومحلية من أن الاحتجاز قد يتحوّل إلى احتجاز شكلي يسبق تصفية محتملة بغرض منع ظهور أدلة إضافية أو إفادات تكشف ضلوعاً أوسع. 
- 
هذه المخاوف تُصنّف كتحذيرات استخبارية تستدعي الاهتمام الفوري من هيئات الحماية والرقابة المستقلة، لا كحكم مسبق على الحدث. 
🔍 3 — دلالات التناقضات الإعلامية والسياسية
- 
التباين في تصريحات قيادة الدعم السريع (نفي ثم اعتقال ثم تأكيد محاسبة) قد يُفسَّر بأكثر من سبب: ضغوط داخلية لإظهار تحرّك، محاولات لامتصاص الغضب الشعبي، أو سعي لاحتواء معلومات قد تفضي إلى تورّط أوسع. 
- 
سلوكيات من هذا النوع تُعدّ مؤشرًا على ضعف آليات المساءلة الداخلية وغياب إجراءات قضائية مستقلة وصريحة لتجاوز اتهامات جسيمة تُثار عبر مواد مرئية ومنصات رقمية. 
▶️ 4 — تقييم المخاطر الاستخباراتي
- 
خطر فقدان الأدلة: مرتفع إذا لم تُؤمن سلسلة حفظ الأدلة الرقمية والمادية (الهواتف، التسجيلات، مواقع الحوادث). 
- 
خطر الإيذاء أو التصفية: محل قلق متوسط إلى مرتفع بحسب المصادر الميدانية، ويتعاظم في غياب رقابة مستقلة. 
- 
خطر الإدارة الإعلامية: وجود محاولة للسيطرة على السرد قد تؤدي إلى تلاعب بالأدلة أو تأخير تسليم الموقوفين للجهات القضائية. 
▶️ 5 — توصيات عاجلة (حماية أدلة ومساءلة)
- 
دعوة فورية لمراقبة قضائية مستقلة: طلب مشاركة فريق من هيئات حقوقية محلية ودولية (منظمات أممية أو دولية موثوقة) لمتابعة وضع الموقوف وضمان حياده وسلامته. 
- 
حفظ الأدلة الرقمية والمادية: فرض سلسلة حفظ للأدلة (الهواتف، الفيديوهات، مسرح الحادث) تحت رقابة مستقلة ومؤمنة فورًا. 
- 
الوقف الفوري لأي تنقل أو نقل للموقوف من الموقع الحالي إلا بحضور ممثل قضائي أو رقابي دولي/محلي موثوق. 
- 
تعيين قاضٍ تحقيق مستقل سريع النطاق مفوّض للوصول إلى كل الأدلة والشهود، مع توفير حماية للمعنين والشهود. 
- 
إخطار المنظمات الدولية المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان وحماية الشهود بوجود خطر محتمل لضمان رقابة إضافية. 
- 
نشر شفافية النتائج فور انتهاء التحقيقات الجزئية، بما يكسر أي محاولات للتغطية الإعلامية ويؤسس لمسار قضائي موثوق. 
📌 الخلاصة
الاعتقال المعلن لـ”أبو لولو” مصحوبًا بتناقضات رسمية ومخاوف ميدانية يشكّل حالة خطيرة تستوجب إجراءات حماية ومراقبة عاجلة. مصادرنا تحذّر من احتمال استخدام الاحتجاز لطمس حقائق قد تكشف عن انتهاكات واسعة؛ لذلك، فإن الخطوة الأكثر أولوية الآن هي حماية الأدلة وتأمين سلامة الموقوف، ثم اتباع مسار قضائي مستقل وشفاف يحقق العدالة ويمنع الإفلات من العقاب.
✍️ السودان 24 | وحدة التحقيقات الخاصة
📧 investigations@sudan24.news
 
															 
								