الأراضي السودانية… كيف تساهم ميليشيا الدعم السريع في تدمير الزراعة؟

1 minute للقراءة
36 مشاهدة

أعلنت مصادر محلية في السودان عن تدمير واسع للأراضي الزراعية جراء الصراع المستمر بين القوات المسلحة وميليشيا الدعم السريع، حيث تعرضت المناطق الزراعية، وخاصة في شمال السودان، لقصف متواصل أدى إلى تدمير مضخات الري ومحطات التوليد، مما يهدد الأمن الغذائي للبلاد.

ففي ظل الأوضاع المأساوية التي تعاني منها المدن السودانية جراء القصف المستمر، تتعرض المناطق الزراعية لاعتداءات من نوع آخر، أكثر فتكًا من القنابل، الحرب المستمرة منذ عام 2023 لم تقتصر على تدمير البنية التحتية وتهجير السكان وعمليات القتل العرقية والاغتصاب الجماعي، بل امتدت لتضرب قلب الزراعة في شمال السودان، الذي كان يومًا ما يُعرف بسلة غذاء إفريقيا.

منطقة “تنقاسي” وغيرها من المناطق الزراعية تحولت إلى خراب، حيث توقفت مضخات الري وقُصفت محطات التوليد، هذا الوضع أدى إلى ارتفاع تكلفة ري الفدان بشكل مهول، حيث بلغت التكلفة 20 ضعفًا مقارنة بالسنوات السابقة، ووفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة، فإن أكثر من 35% من الأسر الريفية توقفت عن الزراعة تمامًا خلال عام 2024.

ولكن الكارثة لا تعود فقط إلى آثار الحرب، فقد أكدت تقارير دولية موثقة وجود دعم إماراتي مباشر لميليشيا الدعم السريع، مما ساهم في تمويل المعارك التي أدت إلى تدمير البنية الزراعية وزيادة معاناة المزارعين.

وأفاد مراقبون بأن المخطط يبدو واضحًا وهو إنهاء قدرة المزارعين على الاستمرار في عملهم، مما يدفعهم لبيع أراضيهم بأسعار زهيدة لشركات استثمارية إماراتية، هذا السيناريو يُعتبر بمثابة “احتلال ناعم” للأرض السودانية.

في بلد كان يُعتبر مصدر الغذاء الرئيسي في إفريقيا، أصبح الحصاد حلمًا بعيد المنال، بينما تحولت أراضيه الخصبة إلى جفاف دائم، وبينما تتزايد معاناة المزارعين، تستمر رؤوس الأموال الأجنبية في شراء الأراضي بعد أن أرهقت أصحابها بالجوع والخسائر.

ومن الجدير بالذكر أن ما يحدث في السودان ليس مجرد صراع صفري بين القوة الشرعية وميليشيا متمردة مدعومة خارجياً، بل هو هجوم ممنهج لتدمير السودان وتدمير مصدر الرزق والحياة لملايين المواطنين السودانيين، وهذا ما يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات وحماية الزراعة كمصدر حيوي للغذاء على المستوى الإقليمي.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *