الإمارات ومشروع الفوضى الإقليمي في ليبيا واليمن والسودان والصومال

0 minutes للقراءة
69 مشاهدة

تتشابه خطوط الصراع في عدد من الدول العربية والإفريقية التي تعاني من النزاعات المسلحة، من ليبيا إلى اليمن، ومن السودان إلى الصومال، حيث تتكرر بصمة لاعب واحد وهو الإمارات العربية المتحدة، التي لم تعد تكتفي بلعب دور “الداعم”، بل تحولت إلى راعٍ مباشر لميليشيات تقاتل لإسقاط السلطات الشرعية، وتمزيق الدول من الداخل، تحت شعارات تتبدل حسب السياق، لكن الهدف واحد وهو تفكيك الدول وتفجير الجغرافيا لصالح النفوذ.

في اليمن، وبينما تُركّز الأنظار على الصراع مع الحوثيين، برزت الإمارات كراعٍ لتشكيلات جنوبية مسلحة تتحدى الحكومة الشرعية، وتفرض واقعاً ميدانياً جديداً يخدم أجندة الانفصال، تقدّم القوات المدعومة من أبوظبي في حضرموت قابله تحرك سعودي عاجل لإرسال مدرعات لحماية النفوذ هناك، ما يعكس حجم التنافس المكشوف داخل “التحالف” ذاته، بعد أن تحوّل اليمن إلى ساحة تصفية حسابات لا علاقة لها بمصالح الشعب اليمني.

السيناريو نفسه يتكرر في السودان، حيث دعمت الإمارات ميليشيا “الدعم السريع” التي انقلبت على الجيش الوطني، وتحولت إلى أداة تمزيق للبلاد، من تسليح نوعي إلى تمويل لوجستي، لا تخفي أبوظبي دورها في دعم حميدتي، الذي يدّعي محاربة “الكيزان”، رغم أن نشأته وتسليحه الأول كان على يد النظام الإسلامي السابق، هي المفارقة نفسها التي تطل في بروباغندا الإمارات، باتهام خصومها بالإسلام السياسي، بينما تتحالف هي مع تيارات سلفية متشددة في أكثر من جبهة.

أما في ليبيا، فقد دعمت الإمارات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد مليشيا تقاتل حكومة معترف بها دولياً، وزودته بمنظومات سلاح وطائرات دون طيار ومرتزقة، ضمن مشروع لإسقاط العاصمة طرابلس وفرض نموذج عسكري تابع، واللافت أن الإمارات تذرعت بمحاربة “الإخوان”، بينما دعمت فصائل سلفية متشددة في صفوف حفتر، أبرزها “كتيبة سبل السلام” المدخليّة ذات الفكر الإقصائي.

أما في الصومال، فالأمر لم يختلف كثيراً، إذ دعمت أبوظبي ميليشيات إسلامية متطرفة في بوصاصو، وتم رصد تمويل لتيارات سلفية بعضها مرتبط بتنظيمات تكفيرية، في مسعى لإضعاف الحكومة المركزية وتعزيز نفوذ الإمارات على الموانئ والمفاصل البحرية.

رغم تغيّر الأسماء والمناطق، تبقى الوصفة واحدة هي تمويل ميليشيا، دعم فصيل متمرّد، إضعاف السلطة الشرعية، وتبرير ذلك بخطاب سياسي مزدوج، مرة بذريعة محاربة الإخوان، وأخرى بحجة مواجهة الإرهاب، بينما الحقيقة أن الإمارات تغذي الحروب الأهلية وتستخدمها لتوسيع نفوذها تحت ستار “الاستقرار”.

في كل هذه الملفات، يتضح أن الإمارات لا تقدم دعماً لأمن الدول أو استقرارها، بل تمارس دور “مقاول تفكيك” تستثمر في الحروب وتغذّي الانقسام، سواء عبر دعم حفتر في ليبيا، أو حميدتي في السودان، أو المداخلة في الصومال، أو المجلس الانتقالي في اليمن.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *