البرهان يتلقى دعوة رسمية لزيارة السعودية وسط تحركات استراتيجية لتمتين العلاقات الإقليمية
كشف مصدر دبلوماسي عن تلقي رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، دعوة رسمية من القيادة السعودية لزيارة الرياض، وذلك بعد ساعات من وصول الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، إلى المملكة في زيارة تستمر أربعة أيام بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأوضحت المصادر أن السعودية تتبنى تحركات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، في إطار جهودها لترتيب الأوضاع في السودان قبيل تحول البحر الأحمر إلى ساحة صراع نفوذ إقليمي، حيث تسعى الإمارات إلى تعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في المنطقة، بما في ذلك السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية.
وأشار مراقبون إلى أن السودان قد عاد إلى اتفاقية استغلال ثروات البحر الأحمر مع السعودية التي تم توقيعها في عام 1974، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة تتجاوز قيمتها 5 تريليونات دولار. وتتناول هذه الاتفاقية موارد بحرية هائلة كانت في السابق خارج دائرة الاهتمام السياسي، لكن الظروف الحالية قد تحولها إلى جزء رئيسي من الصراع الإقليمي.
من جهته، قال المحلل السياسي مكاوي الملك، إن القرن الأفريقي يشهد حالياً مرحلة حاسمة تتعلق بإعادة رسم خرائط النفوذ، حيث تتقاطع مصالح الإمارات وإثيوبيا في البحر الأحمر مع تحالفات جديدة بين السعودية، إريتريا، السودان، ومصر. وأضاف أن هذه التحركات لا تمثل مجرد توترات دبلوماسية، بل محاولة لفرض توازن قوى جديد في المنطقة على غرار الصراعات التي شهدتها دول أخرى في المنطقة مثل اليمن.
وأشار مكاوي إلى أن هناك مخططًا إماراتيًا–إثيوبيًا يهدف للسيطرة على البحر الأحمر، بينما تنظر السعودية إلى هذه التحركات باعتبارها تهديدًا للأمن الإقليمي. وأكد أن زيارة الرئيس الإريتري إلى الرياض تحمل دلالات استراتيجية مهمة، حيث ترى المملكة أن استقرار المنطقة وحماية الأمن البحري يتطلب منع أي محاولة للهيمنة الإثيوبية المدعومة من الإمارات.
وشدد المحلل السياسي على أن السعودية تعمل على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، وأن تحركاتها مع مصر وإريتريا تأتي في إطار استراتيجية للحفاظ على الأمن الإقليمي ومنع أي تدخلات قد تهدد استقرار البحر الأحمر.