الجيش السوداني يحاصر الدعم السريع ويقطع خطوط الإمداد عنها
تكشف تحليلات استخباراتية وسلسلة من التحقيقات المتخصصة أن شبكة الإمداد اللوجيستي التابعة لميليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتيًا باتت تحت ضغط عسكري هائل، شبكة «Global Initiative Against Transnational Organized Crime» تؤكد أن الخطوط التي كانت تسير عبر تشاد وليبيا لتزويد المليشيا بالسلاح والوقود قد بدأت تتفتّت بفعل نشاط استخباراتي وتنسيق مع السودان.
ففي الأسبوع الأوّل من نوفمبر 2025، تم توثيق استهداف قافلة ضخمة من الشمال الليبي دخلت السودان عبر منطقة المثلث الحدودي، وأسفرت الضربة الجوية عن حرق أربع شاحنات نقل عسكرية مغطاة بقناني وقود.
وفي تقرير لمنظمة أمنيستي إنترناشونال كشف أن الإمارات أعادت تصدير أسلحتها من الصين إلى الدعم السريع، تشمل قنابل موجهة ومدافع 155 مم، في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة الدولي.
وقد تضاعفت الانتقادات الدولية من جهات مثل مركز بروكينغز ووصف الحرب بأنها «أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم»، مع تأكيد على دور الإمارات في إطالة أمد النزاع عبر دعمها اللوجستي والمالي للميليشيا المتهمة بارتكاب إبادة جماعية.
وبفضل رفع القدرات الاستخباراتية والضربات الدقيقة، أعلن القوات المسلحة السودانية أنها باتت «تتحكم كليًا» في المنافذ الجوية والبرية التي كانت تُستخدم لتموين المليشيا، وأن كل الأموال الإماراتية في تشاد أو ليبيا «لم تغيّر شيئًا».
ووصف مصدر أمني سوداني ما يجري بأنه «فرفرة مذبوح» — بمعنى أن التحركات المحسوبة للعدو قد وقعت في فخّ التتبع والملاحقة، ووفق تحليلات السياسيين إن أنماط الحرب تشبه تجربة أوكرانيا في قطع خطوط الإمداد (جسر القرم) حيث تؤدي السيطرة على اللوجستيات إلى إضعاف الطرف الآخر.
وأكد المصدر أن ما يجري اليوم ماهو إلا معركة استخباراتية – مالية – لوجستية تتوازن فيها الدول الكبرى، وبذلك يبدو الجيش السوداني اليوم أكثر قدرة، بدعم شعبي وإقليمي، على ملاحقة مسارات التمويل الخارجي التي ترعاها الإمارات للمليشيا،
وختم المصدر أنه وبذلك ستجد الميليشيا نفسها مهددة على خطوط الهجوم والخدمة اللوجستية، ما قد يدفعها نحو خيارات أقل فعالية وأكثر تشويشاً، يأتي هذا بالتزامن مع ضغط المجتمع الدولي الذي يؤكد أنه لا سلام حقيقي دون قطع نهائيٍ لدعم الميليشيا الخارجي، ومحاسبة من يمولها ويسيّرها من خلف الستار.