الجيش السوداني يصدّ هجوماً ثلاثي المحاور على الفاشر
أعلن الجيش السوداني، عن تصديه لهجوم واسع النطاق شنته ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من ثلاثة محاور، ويأتي هذا الهجوم في وقت تعاني فيه المدينة من حصار خانق منذ أكثر من عام، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وازدياد أعداد النازحين والدمار.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرتها قوات الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة له لحظات المواجهات العنيفة التي دارت في محيط المدينة، حيث تمكنت قوات الجيش من إحباط محاولة ميليشيا الدعم السريع لاختراق دفاعاتها، مما أدى إلى فرار عناصرها.
وعقب صد الهجوم، أصدر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بيانًا حذر فيه ميليشيا الدعم السريع قائلاً: “محاولة دخولهم مدينة الفاشر ليست سوى تذكرة ذهاب بلا عودة”، وأشاد بمستوى التنسيق بين قوات الجيش والحركات المسلحة، معبرًا عن فخره بالانتصارات المتتالية ضد ما وصفه بـ”ميليشيا الجنجويد”، التي تسببت في معاناة كبيرة للأطفال والنساء وكبار السن.
ولقد أكدت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر أن سكان المدينة يواصلون كتابة فصول جديدة من الصمود والتحدي، وأشارت إلى أن النساء في الأحياء المختلفة يعملن على توفير الطعام للمقاتلين والمدنيين باستخدام المؤن المتبقية، مما يعكس روح الكرامة والتحدي في وجه الحرب.
كما دعت اللجان جميع السودانيين في الداخل والخارج إلى تقديم الدعم للمطابخ الشعبية التي تعمل تحت ضغط الظروف الصعبة، مطالبة بتحرك عاجل لفك الحصار عن المدينة المنكوبة.
في سياق متصل، كشفت شبكة «أطباء السودان» عن موجة جديدة من الانتهاكات التي نفذتها ميليشيا الدعم السريع في ولاية شمال كردفان منذ بداية أغسطس، حيث تم تهجير أكثر من 3 آلاف أسرة قسريًا من 66 قرية نتيجة لهجمات ممنهجة شملت حرق المنازل ونهب الممتلكات، واعتقال قيادات مجتمعية.
وقد وصفت الشبكة هذه الممارسات بأنها انتهاكات صارخة للقوانين الدولية، محذرة من أن استمرارها سيؤدي إلى حرمان السكان من الموسم الزراعي ويعمق الأزمة الغذائية في المنطقة، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وتقديم الدعم للمهجرين.
وبالتوازي مع التصعيد العسكري، تشهد الساحة السياسية تحركات مدنية متزايدة تهدف إلى توحيد الجبهة المناهضة لميليشيا الدعم السريع يتطلب الوضع الراهن تضافر الجهود المحلية والدولية لدعم الجيش السوداني في جهوده لاستعادة الأمن والاستقرار، وضمان حماية حقوق المدنيين.
ومن الجدير بالذكر أن التصدي لميليشيا الدعم السريع هو ضرورة ملحة للحفاظ على وحدة البلاد وسلامة مواطنيها، يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لدعم جهود الجيش السوداني وتقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين من النزاع.