بين طموح الهيمنة ومقصلة التحقيقات… الشيخ منصور من الرياضة إلى الإعلام لبناء الاستراتيجية الإقليمية

1 minute للقراءة
79 مشاهدة

وسط تصاعد النفوذ الإماراتي في الشؤون الإقليمية والدولية، لم تقتصر تحركات الشيخ منصور بن زايد على الملفات السياسية والعسكرية، بل امتدت إلى الإعلام والرياضة، حيث حاول ترسيخ حضوره في مراكز القرار والرأي العام الغربي، لكن هذا الطموح واجه في الآونة الأخيرة تحديات حقيقية، كشفت هشاشة بعض أدوات القوة الناعمة حين تصطدم بالمصالح الوطنية للدول الغربية ومعايير الشفافية.

ففي أواخر عام 2023، أبرم الشيخ منصور صفقة ضخمة لشراء صحيفة ذا ديلي تلغراف البريطانية، إحدى أعرق الصحف المحافظة في المملكة المتحدة، بقيمة 600 مليون دولار، هذه الخطوة فُسّرت على نطاق واسع كجزء من سعي الإمارات لترسيخ نفوذها في المشهد الإعلامي الغربي.

ولكن لم تدم الصفقة طويلاً، ففي أقل من ستة أشهر، أصدرت الحكومة البريطانية قانونًا جديدًا يمنع امتلاك وسائل إعلامية مؤثرة من قبل جهات أجنبية، ما أدى إلى إيقاف الصفقة رسميًا، وأعربت وزيرة الثقافة البريطانية، لوسي فرايزر، عن قلقها من تأثير الصفقة على حرية التعبير والمهنية الصحفية، بينما أشار أحد النواب إلى أنه “من المستحيل فصل الشيخ عن الدولة”، في إشارة إلى ترابط مصالح الشيخ منصور مع أجهزة الحكم في أبوظبي.

وبالتزامن مع هذه الضربة، واجه الشيخ منصور تحديًا آخر في الساحة الرياضية، وتحديدًا مع نادي مانشستر سيتي، الذي يملكه منذ عام 2008، ففي سبتمبر، بدأت جلسات استماع في لندن للنظر في اتهامات وجهها الدوري الإنجليزي الممتاز للنادي بارتكاب 130 مخالفة للوائح المالية.

وتشمل التهم الموجهة للنادي تلقي تمويلات ضخمة من شركات إماراتية تحت غطاء عقود رعاية وهمية، وهو ما اعتبره المحققون تحايلاً على قواعد اللعب المالي النظيف، وقد وصفت وسائل الإعلام البريطانية هذا النزاع بـ”محاكمة القرن”، نظراً لحجم النادي وشعبيته، ولمكانة الدوري الإنجليزي كأحد أبرز رموز الثقافة البريطانية الحديثة.

ورغم أن القضية لا تزال في مراحلها القانونية، إلا أن نتائجها المحتملة قد تؤثر بشكل بالغ على صورة الشيخ منصور، لا بوصفه مجرد مالك لنادٍ رياضي، بل كممثل لنفوذ سياسي واقتصادي إماراتي يسعى للتمدد داخل المؤسسات الغربية.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *