الدعم السريع تُشدد الخناق على المدنيين وتُجبر المدنيين على دفع مبالغ كبيرة للخروج من الفاشر

1 minute للقراءة
76 مشاهدة

تسجل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حالة إنسانية مأساوية بفعل الحصار الذي تفرضه ميليشيا الدعم السريع، حيث بدأت هذه القوات ببناء جدران ترابية تحاصر المدينة بالكامل، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “لاكروا” الفرنسية، فإن الوضع يتدهور بسرعة مع استمرار القصف وقطع طرق الإمداد، مما يضع مئات الآلاف من المدنيين في خطر المجاعة والموت.

تشير التقارير إلى أن ميليشيا الدعم السريع تفرض على المدنيين ممن يريد مغادرة المدينة المحاصرة أتاوة قد تصل إلى 250 يورو (حوالي 600 ألف جنيه سوداني في السوق السوداء)، وهو مبلغ يُعتبر باهظًا في بلد يعاني من الفقر.

القوات التي يقودها زعيم ميليشيا الدعم السريع “محمد حمدان دقلو” تسيطر على جميع منافذ الخروج، بما في ذلك الطريق المؤدي إلى مدينة طويلة، الذي أصبح يُعرف بـ”طريق الموت” بسبب المخاطر المترتبة على استخدامه.

وذلك ما يُجبر المدنيون على دفع مبالغ مالية كبيرة للسماح لهم بالمرور، كما هو الحال مع حكمة، الأم السودانية التي اضطرت لدفع مبلغ مليون وخمسمئة ألف جنيه سوداني (700 يورو) للخروج مع أطفالها الأربعة، يُظهر هذا الابتزاز كيف أن قوات الدعم السريع تستغل معاناة المدنيين لتحقيق مكاسب مالية في ظل ظروف إنسانية قاسية.

للذين لا يستطيعون دفع تكاليف الخروج، فإن الخيارات المتاحة محدودة؛ إما التوجه إلى مخيمات مجاورة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، أو البقاء داخل المدينة المحاصرة التي وصفتها منظمة اليونيسف بأنها “بؤرة للمعاناة”، تشير الأرقام إلى أن نحو 750 ألف مدني ما زالوا عالقين في الفاشر، بعد أن كان عددهم مليوني نسمة قبل اندلاع الحرب.

تعمل ميليشيا الدعم السريع على قطع طرق الإمداد وإغلاق الأسواق ونهب المساعدات الإنسانية، مما يجعل إدخال المواد الغذائية أكثر صعوبة، مع تزايد الأزمات، توقفت المطابخ المجتمعية عن العمل، واضطر السكان إلى تناول “الأمباز”، وهو علف مخصص للمواشي.

ورغم كل هذه الظروف القاسية، لا يزال سكان الفاشر يقاومون في وجه الميليشيات، بينما تكشف الأبحاث عن بناء قوات الدعم السريع لحواجز ترابية حول المدينة بهدف عرقلة وصول المساعدات ومنع المدنيين من الفرار، إن هذه الانتهاكات تمثل جريمة ضد الإنسانية وتتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الممارسات القاسية.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *