الرئيس الكولومبي يدين مرتزقة بلاده في السودان ويصفهم بالخونة
أطلق الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، دعوة عاجلة لتجريم ظاهرة الارتزاق في بلاده، واصفًا إياها بأنها شكل جديد من أشكال الاتجار بالبشر، وأكد أن هذه الظاهرة “تحوّل الرجال إلى سلع للقتل”، مشيرًا إلى الأبعاد الإنسانية الخطيرة المرتبطة بها.
وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان التلفزيون القومي السوداني عن تنفيذ القوات المسلحة ضربة جوية على مطار نيالا، مما أسفر عن مقتل حوالي 40 مرتزقًا كولومبيًا كانوا على متن طائرة عسكرية إماراتية.
وقد أثارت هذه الحادثة ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول فيديوهات توثق مشاركة المرتزقة الكولومبيين في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني.
ورغم عدم ذكره لدولة الإمارات بشكل مباشر، أوضح بيترو أنه كلف سفارة بلاده في مصر بمتابعة الحادث وتنسيق إعادة الجثث، نظرًا لعدم وجود تمثيل دبلوماسي كولومبي في السودان، وأدان الرئيس الكولومبي بشدة تحويل الشباب الكولومبي إلى أدوات للحرب، مشددًا على أن هؤلاء المرتزقة يشاركون في صراع لا يخصهم، ويقاتلون ضد دولة لم تضرهم.
كما انتقد بيترو أولئك الذين يقومون بتنسيق عمليات الارتزاق من داخل كولومبيا، معتبرًا أنهم خانوا قيمهم وأخلاقهم، تأتي هذه التصريحات في وقت يشير فيه العديد من المراقبين إلى أن النفوذ الإماراتي في كولومبيا قد زاد بشكل ملحوظ، خاصة بعد توقيع اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) في عام 2022، مما يعكس تعقيد العلاقات الدولية المتشابكة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأحداث تسلط الضوء على المخاطر التي تشكلها ميليشيا الدعم السريع، والتي تستغل المرتزقة في نزاعاتها، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في السودان ويعرض حياة الكثيرين للخطر.