المثلث المتصدّع: فصائل الدعم السريع في طريق الانحلال

1 minute للقراءة
205 مشاهدة

📌 المقدمة

ترصد مصادر ميدانية موثوقة تفاقم الخلافات والانقسامات الداخلية داخل صفوف مليشيا الدعم السريع، وتزايد حالات العنف القبلية والصراعات على النفوذ والعتاد بين فصائلها. تقارير متعددة توثق اشتباكات دامية في مناطق متفرقة من كردفان ودارفور، ما يبرهن هشاشة البنية القيادية وتفكك الانضباط الميداني لدى المليشيا، ويُعد مؤشراً قوياً على اقتراب انهيار مشروعها العسكري والسياسي.


🔍 1- مشاهد من ساحة الصراع

  • لقاوة (غرب كردفان): مصادر ميدانية أفادت بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة للمليشيا يقودها حسين برشم وأخرى موالية لـموسى أغيبش، أسفرت عن مقتل 12 وإصابة عدد من الجرحى، في اشتباكات على السيطرة الميدانية ومناطق النفوذ.

  • ريف الخوي (شمال كردفان): تنفيذ هجوم على وحدة تابعة لـحسون الحميري في منطقة عيال بخيت؛ حيث جرى تجريد الرجال من زيهم العسكري والأسلحة، وجرّدت بعضهم من كرامتهم بتعرّضهم للجلد، وقتل ثلاثة منهم — دلالة على انحلال القيم العسكرية وعودة السلوك العصابي.

  • دارفور (مليط وكاس): اندلعت صدامات عنيفة بين مجموعات من الجنجويد في مليط على خلفية نزاعات حول توزيع الذخيرة والعتاد؛ وأسفرت عن مقتل قائد استخبارات ميليشيا محلي. كما شهدت كاس اشتباكات قبلية بين البرقو والبني هلبة، مع إغلاق محلات تجارية وهروب المدنيين.


⚠️ 2- مؤشرات تفكك تنظيمي

  • تكرار حوادث العنف الداخلي يثبت فشل القيادة المركزية في فرض الانضباط.

  • حالات الإساءة والتجريد والقتل بين الصفوف تُبرز تحول المليشيا من قوة منظمة إلى عصابات متناحرة.

  • غياب آليات عقابية أو تحقيقات داخلية جادة يسمح بتصاعد الانفلات دون رادع.


🔍 3- انعكاسات ميدانية واستراتيجية

  • تراجع الفعالية القتالية: الصراعات الداخلية تقلص القدرة على التخطيط المشترك وتنفيذ العمليات الكبيرة، مما يمنح الجيش السوداني أفضلية نوعية على الأرض.

  • هزيمة مشروع “الهيمنة القبلية”: تحول الولاءات القبلية إلى عامل تقويض يستغلّه الجيش لتفكيك بنى المليشيا.

  • خطر انزلاقات أمنية: التفكك قد يؤدي إلى تفكك فصائلي ينتج عنه سلوكيات انتقامية، عصابات تسلح نفسها مستقلة، واستهداف المدنيين والممتلكات في موجات عنف متجددة.


▶️ 4- تقييم استخباراتي قصير المدى

  • الوضع الراهن يُصنّف كـ انهيار جزئي في البنية القيادية للمليشيا خلال الأسابيع القادمة إذا استمر الصراع الداخلي دون تدخل توحيدي.

  • احتمالية انشقاقات تنظيمية كبيرة مع انتقال فصائل إلى العمل المستقل أو الدخول في صفقات محلية مع قوى إقليمية أو تجار محليين.

  • تراجع الإمداد والتمويل والارتباك اللوجستي سيؤديان إلى تقليص قدرات المليشيا في المحاور الساخنة خلال الشهرين القادمين.


▶️ 5- توصيات عملية عاجلة

  1. تكثيف الضربات الاستراتيجية على محاور الإمداد والتموين في المثلثات اللوجستية (ليبيا–تشاد–دارفور) لاستغلال حالة التفكك.

  2. عمليات معلومات مضادة تُبرز الفرار والتقاتل الداخلي بين المليشيا لزعزعة معنويات العناصر ودفعهم للاستسلام أو الانشقاق.

  3. دعم محلي مدني في المناطق المتأثرة لتعبئة السكان ضد عناصر المليشيا وتسهيل عودة اللاجئين والمشردين.

  4. رصد تحركات الزعماء والمشرفين الميدانيين واستهداف شبكاتهم المالية والمتعاملين معهم لضمان شل قدراتهم القيادية.

  5. تأمين المنشآت الحيوية والمدنية ضد أي موجات انتقامية من عناصر منحرفة، وتعزيز وجود القوات النظامية في المراكز الحضرية.


📌 الخلاصة

الصراعات والاقتتال الداخلي داخل صفوف مليشيا الدعم السريع تُشكّل مؤشر انهيار حقيقي في بنيتها العسكرية والسياسية. هذا التفكك يُوفّر فرصًا استراتيجية للجيش السوداني لاستعادة المبادرة وإضعاف قدرة المليشيا على مواصلة حربها التدميرية. المتابعة الاستخباراتية الدقيقة والاستفادة التكتيكية من هذه اللحظة قد تسرّع من انهيار المشروع المسلح وتفتح الباب أمام استعادة الأمن وبناء الاستقرار.


✍️ السودان 24 | وحدة التحليل الاستخباراتي
📧 investigations@sudan24.news

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *