المستشار السياسي السابق لحفتر يحذر من تدخل قوات حفتر في منطقة الحزام السوداني
حذر المستشار السياسي السابق لخليفة حفتر، محمد بويصير، من مغبة تدخل قوات حفتر في منطقة الحزام السوداني، الممتدة من شرق السودان إلى النيجر ومالي، واصفاً ذلك بـ”المهلكة”، وأشار إلى أن هذه المنطقة شهدت العديد من الانقلابات والحروب الأهلية، مما يجعل التدخل فيها محفوفاً بالمخاطر، وأكد أن الدولة المصرية تدرك هذه المخاطر، لذا امتنعت عن التدخل في الشأن السوداني.
ومن جانبه أكد المحلل العسكري العميد عادل عبدالكافي، صحة التقارير التي تفيد بدعم حفتر لميليشيا “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأوضح أن حفتر أرسل شحنات من الأسلحة والوقود من ميناء رأس لانوف إلى داخل الأراضي السودانية، بأوامر روسية، وأشار إلى أن روسيا تستخدم معسكر الرجمة، الذي يقوده حفتر، كجسر عبور لإمدادات الأسلحة والإمدادات الطبية لقوات الدعم السريع.
وأضاف عبدالكافي أن حفتر يتحرك مدفوعاً بقرارات روسية وإماراتية، لدعم حميدتي، معتبراً أن سلوك حفتر وأطماعه في النفوذ والسيطرة حوّلا جنوب ليبيا إلى ساحة مفتوحة تعج بالمرتزقة بشتى أصنافهم، بما في ذلك المقاتلين الروس وحركات التمرد الأفريقية، بأعداد تفوق قدرته على السيطرة أو التوجيه.
ودعا بويصير الدبلوماسية الليبية إلى التحرك العاجل للتواصل مع السودان، بهدف منع تكرار سيناريوهات سابقة كفقدان إقليم أوزو، الذي خسرته ليبيا بعد تدخلها في تشاد، وأكد أن ما يقوم به حفتر يمثل مخاطرة جديدة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
يرى محللون أمنيون أن التحالف القائم بين حميدتي وحفتر أسهم في تحويل ليبيا إلى منطلق للعمليات المسلحة باتجاه منطقة الساحل والصحراء، حيث باتت الصحراء الليبية ملاذاً آمناً للمقاتلين والمرتزقة الهاربين من دولهم، وأشاروا إلى أن كتيبة “سبل السلام” المتمركزة بالكفرة تؤدي دوراً محورياً في تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لقوات الدعم السريع.
وحذر العميد الليبي من مغبة انزلاق ليبيا إلى مستنقع الحرب السودانية، خاصة في ظل مؤشرات سعي حميدتي لتشكيل حكومة بدارفور تنطلق من مناطقه، مما قد يضع ليبيا في موقع داعم لهذا المشروع السياسي ويعزز حالة الانقسام داخل السودان.
ومن الجدير بالذكر أن الجيش السوداني سبق أن وجه اتهامات مباشرة لكتيبة “سبل السلام” بالمشاركة في القتال إلى جانب الدعم السريع، الأمر الذي قوبل بالنفي من معسكر الرجمة، معتبراً أن هذه المزاعم محاولة لصرف الأنظار عن تعقيدات الأزمة الداخلية في السودان.