“بركان نيالا”.. الاستخبارات السودانية تنفّذ ضربة نوعية وتستهدف مرتزقة أجانب وسط مدينة نيالا
نفّذت القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالاستخبارات العسكرية، عملية نوعية بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، استهدفت خلالها مواقع إستراتيجية تابعة لمليشيا الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل عدد من القيادات الميدانية ومرتزقة أجانب من بينهم إماراتيون.
ووفقًا لمصادر عسكرية رفيعة، قامت مليشيا الدعم السريع خلال الأيام الماضية بنقل مخازن ذخيرة وطائرات مسيّرة ومعدات لوجستية إلى سبعة مواقع سرية جديدة داخل مدينة نيالا، في محاولة لتفادي استهدافها من قبل سلاح الجو السوداني، بعد أن تكبّدت خسائر متتالية في مواقعها السابقة.
غير أن الاستخبارات العسكرية السودانية نجحت في اختراق صفوف المليشيا، ورصد الإحداثيات الدقيقة لتلك المواقع. وعلى إثر ذلك، نفّذ سلاح الجو السوداني، عشر طلعات جوية متتابعة استهدفت المواقع الجديدة، ما أسفر عن تدمير مستودعات ذخيرة، وطائرات مسيّرة، ومراكز اتصالات.
مصادر ميدانية أفادت أن الضربات أدّت إلى حالة من الشك والريبة في صفوف قيادة الدعم السريع، دفعت المليشيا إلى اعتقال عدد من قادتها الميدانيين، وتصفية اثنين منهم بتهمة التورط في تسريب معلومات الإحداثيات الجديدة للقوات المسلحة السودانية.
وذكرت ذات المصادر أن عملية التصفية جاءت بدافع قبلي، حيث تم استهداف قيادات من خارج الدوائر القبلية النافذة في قيادة الدعم السريع، فيما عُرف محليًا بأنه إجراء ضد من يُسمّون بـ”عيال المصارين البيض”.
كما أكدت مصادر استخبارية موثوقة أن إحدى الغارات الجوية استهدفت فندقًا بمدينة نيالا كان يؤوي ثمانية فنيين من جنسيات مختلفة، بينهم إماراتيون يعملون في تشغيل وصيانة الطائرات المسيّرة، وتقديم الدعم الفني للمليشيا.
وأشارت المصادر إلى أن العملية نُفذت بعد عملية اختراق استخبارية دقيقة مكّنت القوات المسلحة من تحديد مكان وجود المرتزقة الأجانب داخل الفندق، وأسفرت الضربة عن مقتلهم جميعًا.
وأفادت تقارير ميدانية بأن مليشيا الدعم السريع دخلت في حالة من الارتباك والتخبط بعد تنفيذ الضربات، لاسيما مع استخدام القوات المسلحة طائرات مسيّرة لإرباك المضادات الأرضية التابعة للمليشيا، ما سهّل تنفيذ الغارات الجوية المتتالية.
وتأتي هذه العملية في سياق سلسلة من الضربات الجوية والاستخبارية التي تنفذها القوات المسلحة السودانية ضد مواقع الدعم السريع ومرتكزاته العسكرية في مطار نيالا ومحيطه، في ظل تقارير متزايدة عن تورط إماراتي مباشر في دعم حميدتي ومليشياته بالأسلحة والمرتزقة والفنيين الأجانب.