بعد خلافات معها… ميليشيات الدعم السريع تختطف طبيبًا في نيالا
أفادت مصادر محلية متطابقة من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، عن اختفاء الدكتور الرشيد محمد أحمد عبدالله، مدير مستشفى نيالا التركي، في ظروف غامضة، ما يفتح الباب أمام احتمالات خطف من قبل ميليشيات الدعم السريع.
بحسب ما ذكر أحد أقارب الطبيب المختفي، كان الرشيد يلتزم بتوقيتاته المعتادة حيث يغادر منزله في الصباح ويعود مساءً، لكن يوم الإثنين الماضي، اختفى فجأة بعد مغادرته المستشفى في ساعات المساء، دون أن يعود إلى منزله أو يُعثر عليه حتى اللحظة. وأضاف أن العائلة بدأت في تقديم بلاغ رسمي للشرطة بعد انقطاع أخباره.
وتشير المعلومات إلى أن الطبيب كان في المستشفى حين اكتشف عطلًا في محول الكهرباء، وطلب حضور المهندس لإصلاحه. وأكدت بعض المصادر أن الطبيب غادر المستشفى في الساعة السادسة مساءً بسيارة تابعة للمستشفى، ولم يُشاهد بعد ذلك. لكن هذا الاختفاء يثير العديد من الأسئلة في ضوء الظروف المحيطة.
وتفيد مصادر طبية أن الطبيب كان مهددًا بالإقالة من منصبه من قبل الدائرة الطبية التابعة لقوات الدعم السريع بسبب خلافات حادة حول حقوق العاملين، مما يثير التساؤلات حول احتمال ارتباط هذا التهديد باختفائه. فهل يكون اختطافه جزءًا من تصفية حسابات داخلية مع الميليشيات؟
وما يزيد الوضع تعقيدًا هو الحادث الذي وقع قبل عشرة أيام، حيث تعرضت استراحة الأطباء في وسط المدينة إلى هجوم من قبل مجموعة مسلحة ألقت قنبلة يدوية “قرنيت”، مما أسفر عن إصابات بين الأطباء. هذه الحادثة تثير الشكوك حول تزايد وتيرة العنف ضد العاملين في المجال الطبي، لا سيما في ظل تزايد الهيمنة العسكرية للميليشيات على العديد من المناطق.
هل يكون اختطاف الدكتور الرشيد نتيجة لعمليات الاعتقال القسري التي تشنها ميليشيات الدعم السريع ضد من يعارضون سيطرتها؟ أم أن هناك أسبابًا أعمق تكمن وراء هذا الحادث المأساوي؟
الوضع في جنوب دارفور يبدو أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، وتظل الأسئلة بلا إجابات في ظل غياب الأمن وانتشار الفوضى، مما يهدد حياة المدنيين والعاملين في المجال الطبي بشكل خاص.