تحالف “تأسيس” يفشل في تشكيل حكومة موازية ويكتفي بهيئة قيادية وسط انقسامات حادة وصراعات على المناصب
كشفت مصادر سياسية وإعلامية عن فشل ذريع لتحالف “تأسيس” في مساعيه لتشكيل حكومة موازية، بعدما اصطدمت خطته بعقبات داخلية وخارجية، أبرزها ضغوط إقليمية ودولية، ولكن الأهم، بحسب مراقبين، هو تفجر الخلافات بين مكوناته بسبب الصراع المحموم على تقاسم الوزارات والمناصب.
ويصف ناشطون المشهد داخل التحالف بأنه “صراع مصالح لا مشروع”، حيث طغى الطموح الشخصي وحب الزعامة على أي خطاب وطني مزعوم، وأشاروا إلى أن قياداته أظهرت استعداداً للتناحر والانقسام بدل التوافق، ما يبرهن على هشاشة بنيته وافتقاره للرؤية السياسية.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أعلن التحالف عن تشكيل هيئة قيادية مؤقتة، تولى رئاستها محمد حمدان “حميدتي”، مع تعيين عبد الرحيم الحلو نائباً له، واختيار الشيوعي علاء الدين نقد نائباً للناطق الرسمي، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتلميع الفشل وتجميله بواجهة تنظيمية هشة.
لكن الأبرز في هذا التحول كان استبعاد شخصيات رئيسية مثل عبد الرحيم دقلو، والطاهر حجر، والهادي إدريس، في إشارة إلى تفاقم الخلافات الداخلية، خصوصاً بين الفصائل المسلحة الموقعة على “ميثاق نيروبي”، والتي التقت مؤخراً في دارفور ضمن تحركات أثارت الجدل حول مدى التماسك الحقيقي داخل التحالف.
ويرى محللون سياسيون أن إعلان الهيئة القيادية لم يكن إلا مخرجاً اضطرارياً بعد سقوط مشروع الحكومة الموازية، الذي تفكك تحت وطأة أزمة التسمية وتقاسم النفوذ. واعتبروا أن الخطوة لا تعكس توافقاً بقدر ما تعكس أزمة ثقة متجذّرة بين مكونات التحالف.
ويحذر المراقبون من أن تحالف “تأسيس” يقف اليوم على حافة الانهيار، وسط استقطاب داخلي حاد، وتموضع رمزي لا يعكس قوة فعلية بقدر ما يعكس حالة من العبث السياسي. فإما أن يتمكن من تجاوز تناقضاته وبناء هيكل موحّد قادر على الفعل السياسي، أو أن ينزلق إلى مزيد من الفوضى والصراع بين أجنحة مسلحة لا تحظى بأي شرعية سياسية أو وطنية حقيقية.