تحت حصار الميليشيات المدعومة إماراتيًا: الفاشر تواجه الجوع والمسيّرات وسط صمت دولي

0 minutes للقراءة
50 مشاهدة

يعيش المدنيون في مدينة الفاشر تحت حصار خانق تفرضه ميليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتيًا، حيث تتعرض المدينة لهجمات متواصلة بواسطة الطائرات المسيّرة والقذائف، في ظل غياب أي ممرات إنسانية آمنة. ويجد السكان أنفسهم مضطرين لحفر مخابئ تحت الأرض لحماية أسرهم، بينما تحوّلت المدارس والمستشفيات إلى أهداف عسكرية رغم كونها ملاذًا أخيرًا للنازحين والعالقين.

وتشهد الفاشر واحدة من أسوأ المجاعات في تاريخ الإقليم، إذ تُعتبر آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور. ومع استمرار الدعم الخارجي للميليشيات، يتفاقم الضغط على المدنيين الذين باتوا يُستخدمون كورقة للابتزاز العسكري والسياسي.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فرّ أكثر من مليون شخص من المدينة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، فيما ما يزال نحو ربع مليون مدني محاصرين بداخلها تحت تهديد الانتقام الجماعي في حال سقوط المدينة.

الدعم الإماراتي وتأثيره المباشر على التصعيد

وتشير تقارير دولية موثوقة، من بينها وثائق صادرة عن خبراء مجلس الأمن، إلى أن ميليشيا الدعم السريع تعتمد بشكل كبير على دعم لوجستي وعسكري وتمويلي مصدره دولة الإمارات العربية المتحدة، ما جعلها قادرة على تطوير قدراتها القتالية واستخدام الطائرات المسيّرة التي تستهدف التجمعات المدنية والمرافق الصحية.

ويرى مراقبون أن هذا الدعم يجعل الإمارات طرفًا شريكًا في مسؤولية ما يتعرض له المدنيون في الفاشر، خاصة مع استخدام الميليشيا للأسلحة والتقنيات الحديثة التي ساهمت في إطالة أمد النزاع وتعميق الأزمة الإنسانية.

معاناة بلا نهاية

السكان يؤكدون أن الطائرات المسيّرة تلاحق أي تحرك جماعي، وأن دفن الموتى لم يعد ممكنًا إلا في ساعات الليل. وفي أحد مراكز الإيواء، قُتل 18 شخصًا في أسبوع واحد فقط نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة، مما حول المدرسة التي كانت تأوي العائلات إلى ركام.

وأكدت خديجة موسى، المديرة العامة لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، أن “الهجمات لا تفرّق بين مدني وعسكري، وأن كل من بقي في المدينة بات في دائرة الخطر المباشر”.

مسؤولية دولية وشراكة إقليمية

يدعو ناشطون حقوقيون ومراقبون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها الإمارات، لمراجعة سياساتها التي كان لها دور جوهري في تغيير موازين القوى بطريقة أدت إلى تصعيد الهجمات على المدنيين بدل التوصل إلى حل سلمي.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *