تدخل ليبي مباشر في السودان.. كتيبة “سبل السلام” تدعم ميليشيا الدعم السريع
تواصلت التدخلات الأجنبية في الصراع السوداني، حيث شاركت كتيبة “سبل السلام” الليبية التابعة لقوات خليفة حفتر بشكل مباشر في العمليات العسكرية لصالح ميليشيا الدعم السريع، عبر تقديم إسناد لوجستي وعسكري أسهم في تغيير مسار المعارك في دارفور.
شهد مثلث جبل العوينات الحدودي في يونيو 2025 مواجهات عنيفة بين “القوة المشتركة” التابعة للجيش السوداني وعناصر الكتيبة الليبية، حيث تمكنت ميليشيا الدعم السريع في 11 يونيو من السيطرة على المثلث، قبل أن توسع نفوذها سريعاً بالسيطرة على قاعدة كرب التوم بعد خمسة أيام، ما يوضح الدور الحيوي للكتيبة في تمكين الميليشيا من هذا التقدم.
تأسست كتيبة “سبل السلام” في 2014 بالكفرة بقيادة هاشم عبد الرحمن المعروف بـ”هاشم الكيلاني”، وانخرطت لاحقاً في تهريب المهاجرين وتقديم الدعم لشبكات مسلحة، قبل أن يتحول نشاطها نحو دعم عمليات ميليشيا الدعم السريع عبر نقل المرتزقة والأسلحة من مطار الكفرة، بعد تضييق الجيش السوداني على ممرات نيالا وأم جرس.
وقد وثقت التحقيقات الاستقصائية لمنصات إيكاد وبيلينغكات وصول قوافل سلاح من ليبيا، بينها شحنات بلغارية الصنع نقلها عناصر أوروبيون، كما تم التحقق من أسر عناصر الكتيبة من قبل الجيش السوداني عبر تسجيلات مصورة تطابق وجوههم مع أفراد موثقين ضمن الكتيبة.
تشمل قيادة الكتيبة أسماء بارزة مثل أحمد سعد أبو نخيلة القائد المؤقت، وعبد الرحيم سلطان بوبعيدة القائد السابق، وفؤاد اقويطين، إضافة إلى شبكة إعلامية محلية تقوم بتغطية عمليات الكتيبة والدعاية لدورها في السودان.
صور الأقمار الصناعية وحركة الطيران رصدت نشاطاً متصاعداً في مطار الكفرة منذ مايو 2025، بما لا يقل عن 30 رحلة شحن عسكري من طراز “إليوشن 76” و”أنتونوف 26″، مع احتمالية وجود رحلات إضافية غير موثقة.
وأصبح المسار اللوجستي للكتيبة واضحاً: الكفرة – المثلث الحدودي – كرب التوم – دارفور، ليشكل حالياً خط الإمداد الرئيسي لميليشيا الدعم السريع بعد تضييق الجيش السوداني على ممرات نيالا وأم جرس، مما يعكس تعقيد المشهد الحدودي واتساع التدخلات الإقليمية في الحرب السودانية.