تصاعد الخلافات بين ميليشيا الدعم السريع وحركة الحلو يدفع الأخيرة للانسحاب من جبهات القتال
شهد محور الدبيبات تصاعدًا كبيرًا في الخلافات بين الحركة الشعبية – شمال جناح عبد العزيز الحلو وميليشيا الدعم السريع، حيث قررت الحركة سحب عناصرها من المنطقة باتجاه كوكاية جنوب غرب دلامي وشرق هبيلا. هذا الانسحاب جاء بعد شعور مقاتلي الحركة بأن المليشيا تخلّت عنهم في الصفوف الأمامية وتركتهم يواجهون نيران الجيش وحدهم.
وأكدت المصادر الميدانية أن الحركة تكبدت خسائر فادحة في محاور الدلنج، الفاشر، وبابنوسة، حيث فقدت المئات من عناصرها، وهذه الخسائر المتلاحقة أضعفت قدرتها على الاستمرار في القتال، وزادت من حدة التوتر مع حلفائها من الدعم السريع الذين لم يلتزموا بخطط التنسيق المتفق عليها.
في محور غرب الأبيض، وخصوصًا في مناطق غرب السعاتة، شمبول، وحول أم كريدم، تعرضت قوات الحركة لضربات قاسية. فقد تم تدمير 16 عربة قتالية، وسقط نحو 63 قتيلاً و34 جريحًا في صفوفها. هذه الهزائم المتلاحقة أدت إلى انهيار المعنويات، بينما انسحبت قوات الدعم السريع من الخطوط الأمامية، تاركةً عناصر الحلو مكشوفين أمام ضربات الجيش والقوات المساندة.
في الوقت نفسه، تراجعت ميليشيا الدعم السريع إلى مناطق أكثر أمنًا، حيث قامت بتجميع قواتها في كرا، على بعد 4 كيلومترات جنوب شرق أم كريدم. المليشيا استفادت من كثافة أشجار السيال لتغطية تحركاتها وإخفاء العربات القتالية، ما أثار غضب مقاتلي الحركة الذين رأوا في هذا السلوك هروبًا وتخليًا عن التزامات القتال المشترك.
وهذا الوضع دفع عشرات القادة الميدانيين داخل حركة الحلو إلى الاحتجاج بشدة على أداء ميليشيا الدعم السريع، معتبرين أنها تسببت في خسائر غير مسبوقة للحركة. وبالإجماع، قرر هؤلاء القادة الانسحاب من محاور القتال، وكانت البداية من محور الدبيبات الذي شهد أول تحرك رسمي لإنهاء التنسيق العسكري مع المليشيا.