تصاعد الرفض الإقليمي للمليشيا.. جنوب السودان يطرد جرحى الدعم السريع من مستشفياته
في خطوة تعكس تزايد العزلة الإقليمية التي تواجهها مليشيا الدعم السريع، أصدرت السلطات الصحية في جوبا، عاصمة جمهورية جنوب السودان، قرارًا عاجلًا بإخلاء جميع المستشفيات من جرحى المليشيا الذين كانوا يتلقون العلاج هناك بموجب ترتيبات سابقة بين قيادات الدعم السريع وجهات جنوبية.
ووفقًا لمصادر مطلعة، جاء القرار بعد تصاعد موجة الرفض الشعبي والرسمي لوجود عناصر الدعم السريع على الأراضي الجنوبية، وسط اتهامات بتورطهم في تأجيج توترات أمنية على الحدود مع دولة أوغندا، ما دفع السلطات في جوبا لاتخاذ موقف حازم ينهي أي شكل من أشكال الإيواء أو الرعاية الطبية لعناصر المليشيا.
وكشفت المصادر أن هذه ليست السابقة الأولى، إذ سبق أن قامت الحكومة الإثيوبية في وقت سابق بطرد مئات الجرحى من مقاتلي الدعم السريع الذين كانوا يتلقون العلاج داخل أراضيها، في مؤشر واضح على تآكل الغطاء الإقليمي للمليشيا التي تواجه ضربات متتالية داخل السودان وخارجه.
ويُنظر إلى هذا التطور على أنه ضربة جديدة لقيادات الدعم السريع، التي تجد نفسها اليوم محاصرة بتراكم ملفات الجرحى، وتفاقم أزمة الديات، وتأخر صرف المرتبات، إلى جانب نقص حاد في أعداد المقاتلين إثر الخسائر المتواصلة في الميدان والانشقاقات المتزايدة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تفكك الحاضنة الإقليمية للمليشيا، خاصة بعد تواتر تقارير حول رفض عدة دول استقبال جرحاهم أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم اللوجستي، ما يضع قيادة الدعم السريع أمام تحديات كبرى قد تعجّل بانهيار منظومتهم القتالية.