تفاقم الانتهاكات الإنسانية في الفاشر… اعتقالات جماعية ومجازر طبية وحصار خانق
في أحدث تقارير المقاومة الشعبية في شمال دارفور، تم تسليط الضوء على تدهور إنساني فاق كل التوقعات في مدينة الفاشر، المدينة التي باتت تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع (RSF) وسط ارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين بما في ذلك اعتقالات جماعية، عمليات تصفية وقتل، انتشار مرضي، وانعدام الغذاء والرعاية الطبية.
بحسب المتحدث باسم المقاومة، فإن المدينة تعيش “أسوأ أوضاعها الإنسانية” منذ دخول الميليشيا إليها: الحصار الكامل، انقطاع الاتصالات، توقف الخدمات الأساسية، وعجز كثير من العائلات عن تأمين أبسط مقومات الحياة.
ويشير التقرير إلى شهادات ميدانية من داخل الفاشر تُظهر أن الميليشيا نفذت اعتقالات طالت آلاف المدنيين من منازلهم أو عبر نقاط تفتيش، ثم تم ترحيل العديد منهم إلى سجون مثل سجن دقريس في نيالا، كما تم تحويل عدد من المباني المدنية، مثل مستشفى جنوبي، جامعة، ومدرسة، إلى مراكز احتجاز.
كما يوثّق التقرير أن “الهجوم على النظام الصحي” في الفاشر وصل إلى حد المجازر الطبية، بحسب مصادر طبية وحقوقية، قُتل أو اختُطف مئات من المرضى والكوادر داخل مشافي المدينة، في حين حُرمت آلاف الأسر من خدمات أساسية، هذا الشيطنة المتكاملة للبنية التحتية تهدف، حسب وصف التقرير، ليس فقط إلى السيطرة العسكرية، بل إلى تدمير أي إمكانية للبقاء والإعمار.
تزامنًا مع ذلك، تقول فرق المقاومة والنازحون: أكثر من مئة ألف مدني فرّوا من الفاشر منذ سيطرة الميليشيا، من بينهم نساء وأطفال، وما يزال عدد كبير يحاصر داخل أحياء منكوبة، يعانون من الجوع، الأمراض، والخوف المستمر.
في الختام، يدعو التقرير المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لفتح ممرات إنسانية آمنة، حماية المدنيين، ومساءلة مرتكبي الانتهاكات الذين يواصلون ارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان بدعم خارجي، دون محاسبة.