تقرير أممي يثبت تورط ميليشا الدعم السريع في عدة جرائم.. فماذا تضمن؟
كشف تقرير جديد صادر عن بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، والذي تمت مشاركته عبر عضو البعثة سلمى ساسي، عن تورط مليشيا الدعم السريع في العديد من الجرائم والانتهاكات في مختلف مناطق السودان.
وأوضحت سلمى ساسي، خلال حديثها لبرنامج “الحصاد الإفريقي” مع الإعلامي حساني بشير على شاشة “القاهرة الإخبارية”، أن التقرير أظهر أن مليشيا الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها استهدفت المدنيين بشكل منهجي، وارتكبت عمليات قتل متعددة بهدف نشر الرعب بين السكان. وأكدت أن هذه الهجمات كانت تهدف إلى تدمير المجتمع المدني وإضعاف قدرته على المقاومة.
من بين الانتهاكات التي وثقها التقرير، تم الإشارة إلى هجمات دموية استهدفت مدينة كتم ومخيم كساب للنازحين في شمال دارفور، بالإضافة إلى مخيمات الحصاحيصا في وسط دارفور. هذه الهجمات أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين، وأدت إلى فرض حصار شامل على حركة الأشخاص والسلع الأساسية، مما خلق وضعًا إنسانيًا كارثيًا.
كما كشف التقرير عن هجمات متكررة استهدفت أحياء مدنية ومخيمات للنازحين في مدينة الفاشر، حيث شملت قصف مناطق سكنية ومراكز خدمات أساسية، بالإضافة إلى استهداف مرافق حيوية مثل المستشفيات والمدارس والأسواق. كما تم استهداف العاملين في المجال الإنساني والمتطوعين، مما أدى إلى تعطل وصول المساعدات الإنسانية لآلاف الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية.
وأشار التقرير إلى أن الانتهاكات شملت أعمال عنف على أساس عرقي ضد قبائل الزغاوة والفور والمساليت. كما تم توثيق حالات متعددة من العنف الجنسي، بما في ذلك حالات اغتصاب جماعي واختطاف للنساء والفتيات، حيث تم احتجازهن لعدة أشهر في ظروف مروعة. وعانت النساء والفتيات من عنف جنسي متكرر في مناطق مختلفة من دارفور، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية هناك.
ساسي أكدت أن هذه الانتهاكات طالت السيدات والأطفال على حد سواء، وهو ما يعكس مدى فظاعة الجرائم المرتكبة. وأضافت أن التقرير يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية الحادة التي تشهدها مناطق دارفور ويؤكد الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل لضمان حماية المدنيين وتأمين المساعدات الأساسية.
في ختام حديثها، دعت ساسي إلى تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل للضغط على الأطراف المتورطة في هذه الجرائم، بهدف توفير الحماية للمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن. وأكدت على ضرورة تحرك الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ حياة الملايين الذين يواجهون تهديدات مباشرة من هذه الانتهاكات المتواصلة.