تمرد داخل مليشيا الدعم السريع.. تيار “حسبو” يرفض حكومة التعايشي ويتهم قوى الحرية بالهيمنة
تشهد مليشيا الدعم السريع صراعًا داخليًا متصاعدًا، بعد بروز احتجاجات تقودها مجموعة محسوبة على “حسبو عبد الرحمن”، أحد أبرز المفصولين من نظام المؤتمر الوطني، ضد تشكيلة حكومة “التأسيس” التي أعلن عنها مؤخرًا ويرأسها “محمد حسن التعايشي”.
ويقود التيار الاحتجاجي داخل المليشيا “د. حذيفة أبونوبة”، الذي ينتمي إلى ذات الدائرة القبلية والسياسية لتيار “حسبو”، حيث يعمل على تحريض المقاتلين وأبناء عمومته في قيادة الميدان على رفض الحكومة الجديدة، واتهامها بالانحياز الكامل لقوى الحرية والتغيير.
وكان تيار “المفصولين من المؤتمر الوطني” داخل المليشيا قد طرح في وقت سابق اسم “أبونوبة” لرئاسة الحكومة الافتراضية، باعتباره شخصية تحظى بدعم من القيادات القبلية والعسكرية داخل الدعم السريع. غير أن مقترحه قوبل برفض قاطع من مكونات “الحرية والتغيير”، التي اعتبرت “أبونوبة” شخصية غير مؤهلة لقيادة المرحلة بسبب انتمائه السابق للحركة الإسلامية وارتباطه بالنظام البائد.
وتتهم مجموعة “حسبو” داخل الدعم السريع قيادة التعايشي بالاستفراد بالقرار، وتهميش الأطراف الأخرى داخل المليشيا، لا سيما التيارات ذات التوجه الإسلامي أو القبلي، في مقابل صعود شخصيات محسوبة على تحالف “الحرية والتغيير – المجلس المركزي”، وهو ما يعتبره التيار المعارض داخل المليشيا إقصاءً سياسياً مرفوضًا.
تأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه المليشيا من تصدعات متتالية في بنيتها الداخلية، وسط تقارير متزايدة عن خلافات حادة بين القيادات المدنية والعسكرية حول شكل الحكومة والتوزيع السياسي للسلطة داخل المناطق التي تسيطر عليها المليشيا في دارفور وأجزاء من الخرطوم.
ويرى مراقبون أن هذه الانقسامات قد تنعكس سلبًا على تماسك المليشيا، وتفتح الباب أمام مزيد من التوترات بين القوى المتحالفة ميدانيًا، خاصة مع وجود صراع مستتر على الموارد والمواقع القيادية.