“جزار الفاشر”: تعرّف على الفاتح إدريس (أبو لُولو) والقادة الميدانيين من منظومة العنف

1 minute للقراءة
183 مشاهدة

📌 المقدمة

يطفو اسم الفتّاح عبدالله إدريس، المعروف إعلامياً والشارعياً بلقب «جزار الفاشر» (أبو لُولو)، إلى واجهة الأحداث في دارفور بعد اندلاع الحرب بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. يربط عدد من المصادر الميدانية والإعلامية بين الرجل وعمليات إعدام ميدانية وعمليات عنف جماعي في الفاشر، ما يجعله رمزاً للحوادث الوحشية التي شهدتها المدينة. هذا الملف يجمع المعطيات المتاحة، الشهادات الميدانية، ومؤشرات المصادر المفتوحة لعرض صورة استخباراتية منظمة عن دوره المزعوم داخل منظومة الدعم السريع والجنجويد.


🔍 1- نشأته ومسيرته الميدانية

  • اسمه الكامل: الفتّاح عبدالله إدريس (ولُقّب لاحقاً بـ”أبو لُولو”).

  • الخلفية: ظهر كعنصر ميداني في صفوف مجموعات مسلحة محلية بدارفور، قبل أن يبرز تدريجياً كقائد ميداني محلي في محاور الفاشر.

  • توسع نفوذه ارتبط، وفق شهادات متقاطعة، بالسيطرة على مشاهد عنف محلية واستغلال الفراغ الأمني أثناء الحصار والاشتباكات.


🔍 2- الادعاءات الميدانية والأدلة المرصودة

  • روت مصادر ميدانية ومحلية تداولت مقاطع فيديو على منصات التواصل لعمليات عنف وإعدامات ميدانية نسبتها جماهير ومنصات إعلامية إلى شخص يُشبه “أبو لولو”.

  • مقطع نُشر في أغسطس أظهر شخصًا يُزعم أنه يطلق النار على مدني أعزل في الفاشر، ما أثار موجة استنكار محلية ودولية.

  • تقارير لاحقة (بما فيها تغطيات إعلامية محلية ودولية) ربطت الرجل بعمليات إعدام ميدانية وعمليات تعذيب واغتيالات داخل المدينة، كما ترددت روايات عن مباهاته بعمليات قتل واسعة (ادعاءات غير محققة قضائيًا حتى الآن).

  • قيادة الدعم السريع أعلنت سابقًا عن تشكيل لجنة تحقيق في حادثة موصوفة، ما يدل على وجود ضغوط رسمية لإظهار تحرّك استجابة للاتهامات.


⚠️ 3- معطيات ميدانية إضافية ومشهد الرقبة الأمنية

  • تعدد مقاطع الفيديو وانتشارها على وسائل التواصل يشير إلى أنشطة توثيق ميدانية سواء من قِبل عناصر المليشيا نفسها أو مراقبين محليين — وهو ما يسهّل مهمة التوثيق لكنه يستدعي فحصًا قانونيًا ودقيقًا لثبوتية كل مقطع.

  • ظهور “أبو لولو” بالزي العسكري وبصحبة قادة ميدانيين من الدعم السريع في تسجيلات عدّة أثار تساؤلات حول مدى ارتباطه الفعلي بالقيادة المركزية للمليشيا أو كونه قائدًا محليًا مستقلًا يعمل ضمن منظومة مترابطة.

  • شهادات محلية تحدثت عن عمليات إعدام ميدانية متكررة، ومشاهد تعذيب وإهانة للأسرى، تُحمّل فيها إشارات مباشرة أو ضمنية قادة ميدانيين مثل الفتّاح مسؤولية تلك الانتهاكات.


🔍 4- الأبعاد الحقوقية والدولية

  • منظمات حقوقية محلية ودولية أعربت عن قلقها من انتشار ظاهرة القادة الميدانيين المنفلتين، وطالبت بتحقيقات مستقلة لتحديد المسؤوليات الفردية والجماعية عن الانتهاكات.

  • تغريدات وتصريحات لمسؤولين دوليين (منهم أعضاء في الكونغرس الأميركي) سردت الوقائع كجزء من مخطط أوسع لتنفيذ انتهاكات واسعة على مدى الصراع، ودعت لمساءلة الجهات الراعية والداعمة.

  • حتى الآن لا توجد إدانات قضائية نهائية أو أحكام محكمة دولية تصدر بحق الفرد المذكور، ما يضع ملف الاتهامات في خانة الادعاء والتوثيق الميداني بانتظار إجراءات قانونية رسمية.


▶️ 5- التحليل الاستخباراتي والدلالات الميدانية

  • رمزية السلوك: تجسّد شخصية “أبو لولو” حالة القادة الميدانيين الذين يعكسون تصاعد العنف المنظم وغياب الضوابط داخل تشكيلات شبه نظامية.

  • الترابط المؤسسي: الظهور المتكرر إلى جانب قيادات من الدعم السريع يشير إلى وجود علاقة عملية — إن لم تكن تنظيمية رسمية — بينه وبين عناصر من الجهاز الميداني الأوسع.

  • خطر الانتشار: انتشار مثل هذه النماذج يسهِم في تفشي ثقافة الإفلات من العقاب، ويزيد من صعوبة التوصل إلى مصالحة أو حل سياسي إن لم تُعالج المسؤوليات الفردية والجماعية.

  • آثار نفسية وإعلامية: الفيديوهات والمشاهد القاسية تعمل كأداة نفسية لترويع المدنيين وتفكيك النسيج الاجتماعي، بينما تستخدمها جهات لصناعة سردية هيمنتها عبر الخوف.


▶️ 6- توصيات عاجلة (استخباراتية وقضائية)

  1. تجميع الأدلة الرقمية: حفظ وتحليل كل المقاطع والمواد المصورة المتعلقة بالشخصية وتوثيق سلاسل الزمن والمواقع لتقديمها كملف متكامل للجهات القضائية.

  2. فتح تحقيق مستقل وشفاف: تشجيع تدخل هيئات حقوقية دولية ومحلية مستقلة للتحقق من الانتهاكات وربط الأفراد بالمسؤوليات القانونية.

  3. رصد شبكات الدعم: تعقب العلاقات اللوجستية والمالية التي تتيح تواجد وتحرّك هذه القيادات في مناطق النفوذ.

  4. حملة إعلامية مضادة: نشر النتائج والوقائع المدعومة بالأدلة لفضح الممارسات وقطع شرعية رموز العنف أمام المجتمع المحلي والدولي.

  5. حماية الشهود والأدلة: تأمين سلامة المصادر والشهود المحليين لضمان استمرارية جمع المعلومات دون تعرضهم للانتقام.


📌 الخلاصة

تتجاوز قضية “أبو لولو” فردًا بعينه لتكون مرآةً لصورة أوسع عن انحراف سلطة ميدانية تُستخدم لقمع المدنيين وإدامة دائرة العنف. بينما تُشير الأدلة المتاحة إلى ضلوعه وضلوع قادة ميدانيين آخرين في أعمال عنف مُوثقة، يظل الطريق القضائي والرقابي هو الحاسم في تحويل هذه الوقائع من اتهامات ميدانية إلى أحكام قانونية تضمن العدالة والمساءلة.


✍️ السودان 24 | وحدة التحقيقات الخاصة
📧 للتواصل: investigations@sudan24.news

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *