خالد سلك وحياد سكاي نيوز الزائف… خطاب مزدوج يفضح الانحياز للدعم السريع

0 minutes للقراءة
113 مشاهدة

في الوقت الذي تشهد فيه البلاد إحدى أعنف الحروب في تاريخها الحديث، يظهر بعض السياسيين والإعلاميين بمواقف متناقضة تثير الاستغراب، وعلى رأسهم خالد عمر يوسف (سلك)، أحد رموز الحرية والتغيير، الذي بات نموذجاً لما يوصف بـ”الحياد الانتقائي” في مواجهة جرائم الدعم السريع، مقابل هجوم دائم على القوات المسلحة والقوى الوطنية.

في ظهوره الأخير على قناة سكاي نيوز، حرص خالد سلك على انتقاد الجيش السوداني والحركات الإسلامية بلغة مباشرة وحادة، لكنه عندما سُئل عن محمد حمدان دقلو (حميدتي) تهرب من الإجابة، وبدلاً من ذلك اكتفى بعبارات فضفاضة عن “الدعم السريع”، دون توجيه أي إدانة واضحة لقائد الميليشيا، وكأنه يخشى ذكر اسمه.

وفي اليوم التالي، عاد ليصرّح بأن الإسلاميين هم الأكثر إجراماً في المشهد السوداني، متجاهلاً التقارير الأممية والحقوقية التي تتحدث عن ارتكاب ميليشيا الدعم السريع جرائم وانتهاكات حرب وجرائم ضد الإنسانية، خاصة في الفاشر ودارفور.

لم يكن الموقف الإعلامي للقناة مستغرباً؛ فقد وُثّق انحيازها المتكرر للدعم السريع، سواء في طريقة عرض الأخبار أو في منح المنصات لمتحدثين يتبنون خطاب الميليشيا، مع تجاهل شبه كامل لروايات الجيش السوداني والشهود المدنيين الذين وثّقوا الفظائع.

ففي أحد تقاريرها الأخيرة، تجنّبت القناة تسمية جرائم الفاشر بأنها “إبادة جماعية” رغم توفر الأدلة، فيما ظهرت صور مراسليها وهم يتحركون بحرية داخل مناطق تحت سيطرة الجنجويد، في ظل صمت كامل عن انتهاكاتهم.

وخلال إحدى تغطياتها لسيطرة ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر وما تلاها من مجازر، قلّلت وأخفت “سكاي نيوز عربية” من حجم الجرائم، أو عرضت القضية برواية تبعث على الشك حول سلامة المعلومات.

حيث ظهر في أحد التقارير مراسل القناة وهو يُصافح ضابطاً في ميليشيا الدعم السريع داخل الفاشر، وذلك المشهد الذي أثار غضباً كبيراً بين السودانيين الذين اعتبروه محاولة لتبييض صورة الميليشيا.

حين طُرحت مساعي وساطة دولية (الرباعية الدولية) لوقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية، لم تُظهر القناة رفضاً حازماً لعدم حياد الوساطة، بينما رفضت الجهات الرسمية للجيش مثل هذا المقترح، معتبرة أنه يُسند الميليشيا.

في تغطية الأحداث في الفاشر وباقي مناطق الحرب، اختارت القناة إبراز خطابات ميليشيا الدعم السريع وتصريحاتهم دون تمحيص حقيقي أو التحقيق في ادعاءاتهم بجرائم، وكأنها تُعطيهم منبر إعلان رسمي.

تحاشي خالد سلك الهجوم على حميدتي، ومساواة الجيش الوطني بميليشيا تمارس التجنيد القسري والاغتصاب الجماعي والتطهير العرقي، لا يمكن تفسيره إلا باعتباره موقفاً سياسياً متواطئاً، ومثل هذا الخطاب، الذي يبدو “محايداً”، يمنح شرعية ضمنية لمليشيا خارجة عن القانون تدعمها قوى خارجية.

وفي الختام إن مواقف خالد سلك وسكاي نيوز لا تعكس حياداً، بل تشكّل تواطؤاً مع الجريمة، من غير الممكن الحديث عن عملية سياسية أو سلام دون تسمية المجرم وإدانة القاتل، فإما الانحياز لضحايا الحرب، أو السقوط في مستنقع التبرير والتواطؤ.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *