رجل الظل والمهام السرية وجهان لعملة واحدة… ممول الملاعب ومغذي الحروب

1 minute للقراءة
83 مشاهدة

أفادت تقارير أمريكية استخباراتية أنه ومنذ اللحظة التي اندلعت فيها الحرب الأهلية في السودان، بدأت خيوط خفية تتكشف عن شبكة دعم غير معلن كانت تتغذى من قلب الخليج، في مركز هذه الشبكة، يظهر اسم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان — الشخصية الهادئة التي قلّما تتصدر العناوين، لكنها تلعب دورًا فاعلًا في إعادة تشكيل موازين القوة في أكثر المناطق هشاشة في أفريقيا.

فبينما انشغل العالم بمآسي الصراع في السودان، حيث راح عشرات الآلاف ضحية القتال، كانت اتهامات متزايدة توجه نحو دولة الإمارات، وعلى وجه الخصوص نحو الشيخ منصور، بأنه أحد الداعمين الكبار لقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” كشفت معلومات استخباراتية ومصادر دبلوماسية أن الجمعيات التي يُشرف عليها الشيخ لم تكن بريئة تمامًا، بل كانت واجهة لتمرير السلاح والطائرات المسيّرة، تحت ستار العمل الإنساني.

وفي حين يوجّه شقيقه، الشيخ محمد بن زايد، السياسة الخارجية للدولة بحزم، يتولى الشيخ منصور تنفيذ المهام الخاصة بصمت، مستخدمًا أدوات القوة الناعمة، مثل كرة القدم، من جهة، والتواصل السري مع أمراء الحرب من جهة أخرى.

يصفه دبلوماسيون أميركيون سابقون، مثل أندرو بي. ميلر، بأنه “رجل المهام”، يُكلّف بالملفات التي لا تحظى بتغطية إعلامية، لكنها حيوية في حسابات النفوذ الإقليمي للإمارات، وأضاف: “يُرسل إلى أماكن لا تحظى بالبريق أو الاهتمام الإعلامي، لكنها ذات أهمية استراتيجية للإماراتيين… هذه زاويته المتخصصة،” وشاركه هذا الوصف ما لا يقل عن ستة مسؤولين آخرين.

ورغم امتلاكه نادٍ شهير مثل مانشستر سيتي، ظل الشيخ منصور بعيدًا عن عدسات الكاميرات، لا يُجري مقابلات، ونادرًا ما يظهر علنًا، بل حتى حضوره في مباريات فريقه محدود للغاية، لكن هذه العزلة بدأت تتلاشى أمام موجات متزايدة من الاتهامات والتحقيقات.

ففي العام الماضي، منعت الحكومة البريطانية صفقة استحواذ كان يسعى الشيخ لإتمامها لشراء صحيفة مرموقة، خشية أن تؤثر على استقلالية الصحافة، وفي الولايات المتحدة وماليزيا، طُرحت اسمه ضمن التحقيقات المرتبطة بفضيحة “1MDB”، أحد أكبر قضايا الفساد المالي في العالم، والتي يُعتقد أنه استفاد منها ماليًا، خصوصًا في تمويل شراء يخت فاخر.

وأما في السودان، فقد تحوّل النزاع الدموي إلى مرآة عاكسة للدور الإماراتي في النزاع، أكثر من 150,000 قتيل، وأكثر من 12 مليون نازح، في ظل اتهامات بأن الإمارات تساهم في إبادة جماعية بدعمها لقوات الدعم السريع، هذا دفع مشرعين أميركيين إلى المطالبة بوقف مبيعات الأسلحة للإمارات، وفتح تحقيقات معمّقة في علاقتها بالصراع.

ولكن الاتهامات لم تعد محصورة بساحات المعارك، فـ”الجوهرة الرياضية” للشيخ منصور، نادي مانشستر سيتي، تخضع حاليًا لتحقيق رسمي من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، بتهم التلاعب المالي والاحتيال في تقارير الحسابات، بهدف تمويل صفقات نجوم عالميين، وإذا ثبتت المخالفات، قد يُجرد النادي من ألقابه، أو يُنقل إلى دوري أدنى، أو تُفرض عليه غرامات ضخمة.

وينفي النادي هذه الاتهامات، لكنه لم يرد على طلبات التعليق، ومع تصاعد الضغط، تتجه الأنظار نحو مالكه، الذي اعتاد أن يعمل من وراء الستار، بعيدًا عن المساءلة.

وقد تكون هذه لحظة مفصلية في حياة الشيخ منصور، فالرجل الذي جمع بين الاستثمار الرياضي والتحالفات العسكرية، والذي ظل لسنوات يتحرك في الظل، يجد نفسه اليوم في مرمى الأضواء، يواجه موجة من التساؤلات قد تُنهي سرية طالما حمت نفوذه.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *