سجن “دقريس” المرعب في نيالا.. مصنع الموت الذي أنشأته مليشيا الدعم السريع
📌 المقدمة
كشف تقرير حديث لمجموعة محامو الطوارئ عن وفاة معتقلين داخل ما يُعرف بـ“مدينة الخير الإصلاحية” — أو كما يسميه الأهالي “سجن دقريس” — بسبب الجوع وسوء المعاملة وانعدام الرعاية الصحية.
هذا السجن الذي يقع غرب مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور تحوّل من مركز إصلاح رسمي إلى أحد أكثر أماكن الاحتجاز رعبًا في السودان، بعد أن استولت عليه مليشيا الدعم السريع وحوّلته إلى معتقل سياسي مغلق يضاهي “أبو غريب” و“صيدنايا” في سمعته السيئة.
🔍 1 — النشأة والتحول المظلم
أُنشئ مجمّع “مدينة الخير الإصلاحية” عام 2016 على مساحة 2000 ألف متر بإشراف الشرطة السودانية، وكان يفترض أن يُفتتح في نهاية 2020 كمؤسسة إصلاحية حديثة.
لكن عقب اندلاع الحرب وسيطرة مليشيا الدعم السريع على نيالا ومحيطها، تم الاستيلاء على المجمع وتحويله إلى سجن عسكري مغلق، أطلق عليه لاحقًا اسم “دقريس” نسبةً إلى البلدة القريبة منه في محلية السلام.
منذ ذلك الحين، تغيّرت وظيفة المنشأة بالكامل: من مركز إصلاح إلى معتقل للتنكيل والتعذيب والاحتجاز السياسي.
⚠️ 2 — ظروف احتجاز قاسية وانتهاكات ممنهجة
تؤكد شهادات معتقلين سابقين أن “دقريس” يُدار بعقلية انتقامية، حيث تُمارَس فيه أسوأ أساليب التعذيب النفسي والجسدي.
-
يحتوي السجن على أكثر من 24 زنزانة في كل قسم، مساحة الواحدة متران فقط، تُحشر فيها خمسة معتقلين في الوقت نفسه.
-
يُمنع المعتقلون من الاتصال بعائلاتهم أو بالعالم الخارجي.
-
يُحرم المرضى من الدواء والغذاء، ما أدى إلى وفاة معتقلين بمرض السكري وضغط الدم خلال الأشهر الماضية.
-
يقدَّر عدد المعتقلين بأكثر من 3,000 شخص من ضباط الجيش والقوات المشتركة ومدنيين ونشطاء سياسيين.
هذه الأوضاع تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف بشأن معاملة الأسرى والمحتجزين.
🔍 3 — أحداث خطيرة داخل السجن
شهد السجن عدة وقائع دامية أبرزها:
-
يونيو الماضي: اشتباك مسلح بين قوة من الدعم السريع ومجموعة موالية للواء عصام فضيل، أدى إلى اقتحام السجن وهروب عدد من المعتقلين، بينهم ضباط وجنود.
-
وفيات متكررة: تقارير متعددة أكدت وفاة معتقلين تحت التعذيب أو بسبب الجوع وسوء المعاملة.
-
انقطاع متعمّد للدواء: رفض تزويد المعتقلين بعلاجاتهم، خصوصًا أصحاب الأمراض المزمنة.
⚠️ 4 — نمط انتهاكات يوثّق عقلية المليشيا
تحويل سجن إصلاحي إلى مركز قمع سياسي ليس مجرد تجاوز ميداني، بل يعكس البنية الذهنية لمليشيا الدعم السريع القائمة على الإذلال والسيطرة.
السلوك المتّبع في “دقريس” يبرز التوجه المنهجي للمليشيا في إذلال الخصوم، واستعمال الجوع والعنف أداة لإخضاع المعتقلين — ما يجعل السجن شاهدًا على نموذج الإرهاب الداخلي الذي تمارسه المليشيا بحق السودانيين.
▶️ 5 — تقييم استخباراتي أولي
-
عدد الضحايا الموثقين: لا يقل عن 2 خلال الشهر الأخير.
-
طبيعة الانتهاكات: تعذيب، حرمان غذائي، احتجاز تعسفي، وفيات بسبب الإهمال.
-
خطر الوضع الراهن: مرتفع — مع تزايد التوترات داخل السجن واحتمال تصفية بعض المعتقلين.
🧭 6 — توصيات عاجلة
-
تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بإشراف أممي لمعاينة سجن دقريس فورًا.
-
المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين المدنيين والمصابين.
-
إخطار المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب بانتهاكات السجن.
-
توثيق الأدلة والشهادات لحفظها ضمن ملفات جرائم الحرب والانتهاكات الحقوقية في دارفور.
📌 الخلاصة
“دقريس” ليس مجرد سجن — بل مرآة لطبيعة المليشيا التي حولت الإصلاح إلى قهر، والسجون إلى مقابر مغلقة.
إنّ استمرار وجود هذا المعتقل تحت سيطرة الدعم السريع يُمثّل خطرًا إنسانيًا وحقوقيًا عاجلًا يتطلب تدخلاً دوليًا فوريًا.
✍️ سودان 24 | وحدة التحقيقات الخاصة
📧 investigations@sudan24.news