غرب دارفور تقترب من ساعة الحسم… تحذيرات رسمية وفضح لاستخدام الدعم السريع للمدنيين كدروع بشرية
أصدر والي غرب دارفور، بحر الدين آدم كرامة، تحذيراً صارماً لجميع سكان الولاية والمحليات الثمانية من الاقتراب أو التواجد قرب مناطق تمركز قوات الدعم السريع، مؤكداً أن تلك المواقع تُعتبر أهدافاً عسكرية مشروعة للقوات المسلحة وسلاح الجو، في إطار ما وصفه بأنها «عمليات تحرير» مرتقبة لإقليم دارفور.
وأوضح الوالي أن الأجهزة الأمنية رصدت قيام قوات الدعم السريع باستخدام المدنيين كدروع بشرية عبر تحويل منازل ومستشفيات ومدارس ومقار خدمية إلى مواقع عسكرية، ما يُعد انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي ولأعراف الحرب، ويحول المدنيين إلى ضحايا محتملين في أي اشتباك.
وفي إشارة إلى جدية العملية المرتقبة، شدّد كرامة على أن حكومة ولاية غرب دارفور ملتزمة بقواعد الاشتباك وبمعايير الاستهداف الدولية، وأن سلامة المدنيين والبنية التحتية المدنية تحتل أولوية قصوى في التخطيط العسكري، الأمر الذي يُبرز أن ما هو قادم، بحسب وصفه، لا يهدف إلى الانتقام العشوائي، بل إلى «تطهير الأرض» من ما اعتبرها جماعة متمردة.
لكن في المقابل، فإن الإعلان يحمل في طياته تنديداً بما قامت به ميليشيا الدعم السريع من جرائم واسعة ضد المدنيين، في مناطق مثل الفاشر وغيرها من أرجاء دارفور، حيث وثّقت جهات حقوقية مئات الانتهاكات التي ارتكبتها هذه الميليشيا، من القتل والنهب إلى استخدام المدنيين كغطاء.
ومن هذا المنطلق، يبدو أن الولاية على أعتاب مرحلة حاسمة، قد تُعيد لدارفور أمنها واستقرارها لكن ذلك يأتي بأسئلة كبيرة عن مصير المدنيين في مناطق التمركز، وعن مدى التزام جميع الأطراف بمبدأ الحماية الإنسانية في خضم حرب تتصاعد فيها الانتهاكات يوماً بعد يوم.
وفي الختام أكد سياسيون أن ما تعيشه دارفور اليوم ليس فقط صراعاً على الأرض، بل حربٌ من أجل إثبات شرعية الدولة والحياة الآمنة لسكانها ضد ميليشيا دعمتها جهات خارجية، وتوظف المدنيين كدروع بشرية في مواجهة لا رحمة فيها للعزل.