غياب الحلول الطبية في نيالا.. الدعم السريع يعمق الأزمة الصحية ويدفع حمى الضنك للانتشار
في ظل تدهور الوضع الصحي في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ظهرت أعراض مرض حمى الضنك بشكل مكثف، حيث تم تسجيل أكثر من 40 حالة مرضية خلال الأسبوع الماضي، إذ يشتبه بأنها إصابات بالمرض. ورغم ارتفاع درجة الحرارة للمرضى وتزايد حالات القيء والغثيان، يبقى التشخيص مؤجلًا لعدم توفر الأجهزة الطبية اللازمة لفحص المرض.
السبب الرئيسي وراء تأخر الكشف والعلاج يعود إلى غياب الأجهزة الطبية المخصصة لهذا الغرض في المدينة، حيث تعتمد على أجهزة تصل من مناطق أخرى أو من دول الجوار مثل جنوب السودان، ما يجعلها عرضة للتلف أو سوء التخزين أثناء النقل. ورغم ذلك، فإن الوضع يتفاقم نتيجة للغزو الميداني والتعسفي من قبل قوات الدعم السريع، التي تعرقل حركة الإمدادات الطبية، مما يضاعف معاناة المواطنين.
ويضاف إلى هذا الوضع المتأزم، تدهور الوضع الأمني في المنطقة بسبب تصرفات ميليشا الدعم السريع، التي لا تكتفي بتعطيل حركة الإمدادات الطبية فقط، بل تسهم في زيادة تعقيد الأوضاع الإنسانية من خلال عمليات النهب والاعتداءات المستمرة على القوافل الطبية. هذا يعمق من معاناة المواطنين الذين أصبحوا ضحايا لأزمة صحية مستفحلة وغياب تام للدعم الفعّال من الجهات المسؤولة، مما يهدد بتوسع نطاق انتشار حمى الضنك في مناطق أخرى من البلاد.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يبدو أن السلطات الصحية المحلية لا تمتلك القدرة على التعامل مع تفشي المرض في ظل النقص الحاد في المعدات الطبية والخبرات، ما يضع أرواح العديد من المواطنين في خطر. يُضاف إلى ذلك، أن عمليات نقل الأجهزة الطبية من شمال البلاد أو من الدول المجاورة، مثل جنوب السودان، تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتخزين السيئ والنقل غير الآمن، ما يعرضها للتلف قبل أن تصل إلى المناطق المحتاجة.
ووسط هذا الوضع المأساوي، تزداد معاناة المواطنين في نيالا والمدن المجاورة، حيث تجد أسرهم نفسها محاصرة بين تفشي وباء خطير وغياب كامل للتدخلات الفعّالة. إن غياب التنسيق بين الجهات المعنية، وعلى رأسها حكومة ولاية جنوب دارفور، مع الدعم السريع، يجعل من الصعب تقديم العلاج اللازم للمصابين وحصر انتشار حمى الضنك. وبالتالي، فإن الوضع في نيالا بات يشكل تهديدًا صحياً وإنسانيًا يتطلب تدخلًا سريعًا وفعّالًا، بعيدًا عن الاستغلال السياسي والامني للأزمة.