فرار مئات من جنود وضباط ميليشيا الدعم السريع إلى جنوب السودان بعد مواجهات عنيفة في كردفان
أفادت مصادر مطلعة عن وصول مئات من جنود وضباط مليشيا الدعم السريع إلى جنوب السودان بعد فرارهم من مناطق القتال في كردفان، نتيجة للضغوط العسكرية المتزايدة من الجيش السوداني والقوات المشتركة.
وأكدت المصادر أن عدداً من الجنود الفارين، بينهم ضباط كبار، عبروا مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، حتى وصلوا إلى مدينة واو في جنوب السودان. ويقدّر العدد الإجمالي للعناصر الفارّة بنحو 700 فرد، حيث توجهوا مباشرة إلى مكاتب الترحيلات في المدينة بهدف السفر إلى الخارج أو العودة إلى ذويهم داخل السودان.
وأضافت المصادر أن الجنود والضباط تركوا سياراتهم وأسلحتهم بسبب الظروف الصعبة التي فرضها موسم الخريف والضربات الجوية المكثفة من قبل الجيش السوداني. وأوضحت أن العديد من هؤلاء الجنود وصفوا الوضع في كردفان بـ “جحيم لا يطاق”، حيث استمرت المعارك القوية لأكثر من 20 يومًا، وتعرض الجنود لتهديدات مباشرة من القصف المستمر والجوع والتوهان في الأراضي الوعرة.
وأوضح الفارون أن البعض حاول تسليم أنفسهم للجيش السوداني، ولكنهم لم يجدوا أي قوات برية للانتقال إليها، في ظل تواصل الضربات الجوية. وفي حديث مع بعضهم، قالوا: “لم نجد من نسلم له، لذلك تركنا القتال وجئنا إلى الجنوب”. وأضاف آخرون أن “الحرب انتهت وانتهى الدعم السريع”، داعين رفاقهم المتبقين في جبهات القتال إلى الفرار والعودة إلى ذويهم للحفاظ على حياتهم.
هذه التقارير تشير إلى تصاعد أزمة الدعم السريع وتزايد الهروب الجماعي من صفوف المليشيا، في وقت يتعرض فيه آلاف الجنود للتهديد من خلال المعارك المستمرة والظروف الإنسانية القاسية في المناطق المتأثرة.