فضيحة تهريب كبرى.. مستشار حميدتي يحاول تصدير 100 ألف طن من الصمغ المنهوب عبر تشاد والكاميرون
كشفت مصادر مطلعة عن واحدة من أكبر عمليات النهب والتهريب التي تورطت فيها قيادات مليشيا الدعم السريع، حيث أقدم فارس النور، المستشار السابق لقائد المليشيا محمد حمدان دقلو “حميدتي”، على محاولة تهريب شحنة ضخمة من الصمغ العربي المنهوب من أسواق ولاية غرب كردفان.
بحسب المصادر، قامت عناصر تابعة للمليشيا بنهب نحو 100 ألف طن من الصمغ العربي من سوق مدينة النهود، أحد أكبر أسواق هذه السلعة الاستراتيجية في السودان، وتم نقل الشحنة سرًا إلى داخل الأراضي التشادية.
ولتسهيل عملية التهريب وإضفاء صفة قانونية زائفة عليها، تم إصدار شهادة منشأ مزورة من دولة تشاد، رغم أنها ليست من الدول المنتجة للصمغ العربي، ما اعتبر خرقًا واضحًا للقوانين التجارية الدولية.
عقب ذلك، تم شحن الكمية إلى ميناء “دوانة” في دولة الكاميرون، تمهيدًا لبيعها للأسواق الخارجية. إلا أن الصفقة واجهت عراقيل كبيرة بعد أن رفضت فرنسا، ضمن الجهات المستوردة، استلام الشحنة، بسبب عدم الاعتراف بشهادة المنشأ الصادرة من تشاد.
وأكدت المصادر أن السلطات الفرنسية اعتبرت شهادة المنشأ باطلة وغير معترف بها، لكون تشاد دولة غير منتجة للصمغ العربي أصلًا، ما أدى إلى إلغاء الاتفاقية وتعطيل عملية بيع الكمية.
تمثل هذه الفضيحة ضربة مزدوجة لميليشيا الدعم السريع، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بسبب تعثر بيع واحدة من أكبر الشحنات المنهوبة، بل أيضًا على المستوى السياسي، إذ تكشف عن تورط قيادات بارزة في شبكات تهريب منظمة تستنزف موارد البلاد.