فضيحة “حكومة تأسيس”.. مليشيا الدعم السريع تبتلع 100 مليون دولار وتغرق في الفساد والصراعات القبلية
اشتعلت موجة غضب عارمة في الأوساط الشعبية والإعلامية ضد ما يسمى بـ”حكومة تأسيس” التابعة لمليشيا الدعم السريع، بعد أن تبيّن فشلها الذريع في الوفاء بالوعود التي أعلنتها منذ لحظة تشكيلها. ناشطون وصفوا الحكومة بأنها مجرد “واجهة ورقية” تُدار من وراء الكواليس، بلا رؤية اقتصادية ولا مشروع وطني، فيما بقي رئيس وزرائها مختفيًا منذ تعيينه، والمقاعد الوزارية ما زالت شاغرة دون أي تبرير.
الانتقادات تصاعدت بعد تسريبات كشفت عن فضيحة مالية مدوية، حيث فقدت الحكومة المزعومة مبلغ 100 مليون دولار حصلت عليه من دول داعمة، وسط غموض يلف مصير الأموال التي يُرجّح أنها ابتلعتها جيوب قادة المليشيا وشركائهم في الفساد.
مصادر مطلعة أكدت أن الفضيحة المالية لعبت دورًا أساسيًا في اختفاء رئيس الوزراء التعايشي عن المشهد، خشية تفجر فضيحة أكبر تُظهر حجم الانهيار الإداري والمالي داخل حكومة المنفى.
ولم تقف الأزمة عند حدود الفساد المالي فقط، بل امتدت إلى صراع قبلي داخل أروقة الحكومة نفسها، حيث عمد قادة الدعم السريع من أبناء الماهرية إلى إحكام قبضتهم على معظم الثروة والمناصب الوزارية، الأمر الذي فجّر اعتراضات واسعة من بقية المكونات القبلية، وأدخل الحكومة في دوامة خلافات داخلية تعكس هشاشتها وفقدانها لأي أساس توافقي أو شرعي.
ويرى مراقبون أن ما يُسمى بـ”حكومة تأسيس” ليست سوى أداة جديدة بيد مليشيا الدعم السريع لتلميع مشروعها السياسي، لكنها في الواقع غارقة في الفساد والاقتتال الداخلي، وعاجزة حتى عن إصدار عملة وطنية أو بطاقات هوية أو طرح خطة اقتصادية واضحة.