قائد الميليشيا “حميدتي” يتهم عبد الرحيم دقلو بالتسبب في هزائم الفاشر وبابنوسة ويدينه بسوء إدارة المعارك
في تطورٍ خطير يكشف عمق الانقسامات داخل قيادة مليشيا الدعم السريع، حمل قائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائبه وشقيقه عبد الرحيم دقلو المسؤولية المباشرة عن الهزائم المتتالية التي مُنيت بها قواتهم في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، ومدينة بابنوسة بغرب كردفان.
وبحسب معلومات خاصة مسربة من دائرة ضيقة مقربة من حميدتي، أبدى الأخير غضبه العارم من أداء عبد الرحيم، واصفًا إيّاه بـ”المتهور” وعديم الخبرة في إدارة الحروب، خصوصًا في سياق حرب المدن التي تتطلب تكتيكًا نوعيًا وتقديرًا دقيقًا لمعادلات الأرض والخصم. وقال حميدتي صراحة إن سوء تقدير عبد الرحيم أفقد المليشيا السيطرة على ولايات استراتيجية، أبرزها الخرطوم، الجزيرة، وجلجليزة، وتسبب في انهيار الروح المعنوية بين المقاتلين الذين بدأوا في الفرار من جبهات القتال، هربًا من معارك عشوائية تُدار بلا خطة أو هدف حقيقي.
المصادر أكدت أن حميدتي يرى أن اندفاعات عبد الرحيم الميدانية، وقراراته غير المحسوبة، أدّت إلى تحويل ساحات المعارك إلى محارق بشرية لعناصر الدعم السريع، دون مكاسب حقيقية أو مبررات عسكرية. الأمر الذي ضاعف من حالة التذمر داخل صفوف المليشيا، وأفقد القيادة ثقة كثير من قادة الميدانيين والجنود على السواء.
وتعكس هذه الاتهامات العلنية صراعًا متصاعدًا داخل جناحي قيادة الدعم السريع، في ظل انهيارات متوالية على الأرض وعجز عن استعادة المبادرة في الميدان، الأمر الذي ينذر بتفكك تنظيمي وشيك داخل بنية المليشيا، وانكشاف كامل لمراكز القرار العسكري.