مأساة النازحات في السودان… من قذائف الحرب إلى صمت الجوع
هربت العديد من النساء والأطفال من قذائف الحرب التي اجتاحت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، لكن ما وجدوه في محلية الدبة بالولاية الشمالية لم يكن ملاذًا آمنًا، بل كان وجهًا آخر للمأساة، فالحرب التي أنهكتهم تركتهم في العراء، بلا مأوى، ولا غذاء، ولا حتى مكان آمن لقضاء الحاجة.
وفي ظروف قاسية، تعيش نساء تعرضن لأهوال الحرب، يحملن أطفالهن وأوجاعهن في رواكيب مهترئة تحت ظلال الأشجار اليابسة، كانت رحلة النزوح بالنسبة لهن صرخة نجاة أخيرة، بعد أن أصبحت حياتهن مهددة بالموت في كل لحظة.
وأفادت هدى شايب، التي أصيبت بشظايا قذيفة أثناء نومها، كيف فقدت الأمل في البقاء: “كنت نائمة وضربتنا قذيفة، وعندما استيقظت وجدت نفسي أركض حاملة أمي الكبيرة وطفلتي الصغيرة، الجوع كاد يقتلنا، هنا في الدبة نعيش على وجبة واحدة فقط في اليوم، حتى الحمام بفلوس.”
وأفادت مكارم سليمان، التي فقدت أسرتها بالكامل، تتحدث عن معاناتها: “في الفاشر كنا نأكل الأمباز لعشرة أيام، حتى وصلنا إلى الدبة، وأطفالي مرضوا من الطريق، هنا نعيش على بقايا الطعام من المطاعم، والوجبة لا تكفي.”
بينما ظهرت أماني عبدالرحمن وهي تبكي حياتها المسلوبة: “الحرب أجبرتني على مغادرة بيتي، الحياة هنا بلا كرامة، بلا احتياجات أساسية، كنا نعيش في مراكز الإيواء تحت القصف.”
بينما تلخص معاناتها بكلمات مؤلمة حيث قالت نعمات محمد، وهي أم لستة أيتام، “دفعت ثروة لأخرج من الفاشر، لكنني وجدت نفسي أنام تحت الشمس بلا طعام أو ماء.”
حيث تحاول الطفلة نور محمد الفاتح الابتسام رغم الألم، تروي قصتها: “نأكل الأمباز وننام في الشمس، رغيفة واحدة لا تكفي لنا،” وشاركت إخلاص محمد هارون قصة عائلتها: “قذيفة قتلت ثلاثة من أهلنا وجرحت ستة، نزحنا من الفاشر إلى الدبة، لكننا وجدنا الجوع بدلاً من الأمان.”
وتبرز هذه الشهادات المؤلمة واقع النساء النازحات اللواتي يعانين من آثار الحرب والتمييز، إنما تظل القوات المسلحة السودانية هي الأمل في استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، فبينما تنشر ميليشيات الدعم السريع الفوضى والمعاناة، يبقى الجيش السوداني هو القوة التي يمكن أن تعيد الأمور إلى نصابها وتضمن حماية المدنيين.
وإن هذه القصص ليست مجرد أرقام أو إحصائيات، بل هي تجسيد لمعاناة إنسانية عميقة تستدعي التضامن والدعم من المجتمع الدولي، يجب أن نستمر في دعم الجيش السوداني في جهوده لإعادة السلام والأمان للبلاد، والعمل على توفير المساعدات اللازمة للنازحين الذين عانوا بما فيه الكفاية.