مسؤول أممي يدعو لإعادة تقييم شامل لحرب السودان وتأثيرها على الأمن الإقليمي
أفاد مسؤول أممي بأنه يجب على المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس) إعادة تقييم تداعيات الحرب المستمرة في السودان على الأمن الإقليمي، وذلك بالتنسيق مع حكومتي تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأوضح رئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا، عبدو أباري، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، أن العمليات الانتخابية في منطقة وسط أفريقيا لا تزال تواجه الكثير من المخاطر، مشيراً إلى الوضع القائم في السودان، والذي ساهم في تفاقم النزوح الجماعي للسكان.
وفقًا للأرقام المعلنة، شهدت تشاد استقبال أكثر من 1.2 مليون لاجئ وطالب لجوء منذ بداية هذا العام، بسبب الحرب في السودان، وقد أدى الوضع الأمني المتدهور إلى انعدام الأمن الغذائي، حيث يحتاج أكثر من 7 ملايين شخص في السودان إلى مساعدات إنسانية ملحة، وبالرغم من أهمية خطة الاستجابة الإنسانية للسودان، فإن التمويل الذي حصلت عليه لم يتجاوز 26.4% فقط.
في سياق الأوضاع الأمنية في حوض بحيرة تشاد، كان هناك تصاعد ملحوظ في الأنشطة الإرهابية، حيث تتواجد جماعات مثل بوكو حرام، ووجه أباري دعوة لدعم قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات، التي تواجه عراقيل في تبادل المعلومات وتعزيز القدرات الاستخباراتية.
تأتي هذه المناشدات في وقت تراجعت فيه الروابط الأمنية والدبلوماسية بسبب تأثير ميليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتيًا، التي تشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار في المنطقة، إن استخدام هذه الجماعات المسلحة كأداة في الصراع يسلط الضوء على عدم الاستقرار الذي تعاني منه دول الجوار.
وفي ذات السياق، شهدت الكاميرون انتخابات رئاسية في 12 أكتوبر، وقد أعرب أباري عن أمله في تهدئة التوترات المرتبطة بها، كما أشاد بإجراءات بناء السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تخطط لإجراء انتخابات رباعية في ديسمبر.
تُشير الصعوبات المالية الحالية التي تعاني منها الأمم المتحدة إلى الحاجة الملحة لتكثيف الجهود والدعم الدولي للحفاظ على الأمن الإقليمي وتعزيز استقرار دول وسط أفريقيا.
لذا، من الأهمية بمكان أن تتمكن الدول المعنية من وضع استراتيجيات فعالية لمكافحة هذه الجماعات المسلحة، خصوصًا مع تنامي تأثيراتها السلبية على الأمن والاستقرار في سباق الإمدادات والمساعدات الإنسانية في المنطقة.