مصادر سودانية تستبعد محادثات غير مباشرة بين الحكومة والدعم السريع في واشنطن وسط تعقيدات ميدانية ودبلوماسية
استبعدت مصادر دبلوماسية سودانية إمكانية عقد محادثات غير مباشرة بين الحكومة السودانية ومليشيا الدعم السريع في واشنطن، مشيرة إلى أن الوضع الراهن لا يزال معقدًا بشكل كبير فيما يتعلق بفرص التفاوض بين الطرفين. تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه الجهود الدبلوماسية الدولية، في حين يستمر التصعيد العسكري بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في الميدان.
قبل نحو شهرين، استضافت الولايات المتحدة اجتماعًا غير مباشر بين ممثلين عن الحكومة السودانية والدعم السريع في واشنطن، إلا أن المحادثات لم تسفر عن أي تفاهمات ملموسة، لا سيما فيما يتعلق بإقرار هدنة إنسانية أو وقف إطلاق النار. وكان مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، قد عقد ثلاث اجتماعات مع الحكومة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في مسعى للتوصل إلى تفاهمات بشأن وقف الحرب في السودان.
وفي تصريح للمصادر، أفادت سودان تربيون بأن القرار الأخير للحكومة السودانية بشأن التفاوض مع الدعم السريع كان حاسمًا، إذ أكد البرهان مرارًا رفضه لمقترح الرباعية الدولية بشأن الهدنة، مشددًا على أن الحكومة لن تقبل إلا بانسحاب مليشيا الدعم السريع من المواقع التي سيطرت عليها، وتجميع قواتها في معسكرات محددة، كشرط مسبق لأي مفاوضات.
كما أكدت المصادر أن الحكومة السودانية ترفض التعامل مع الآلية الرباعية التي تضم الإمارات ضمن المفاوضات، وتفضل إجراء محادثات ثنائية مع دول مصر والسعودية والولايات المتحدة. وتشير المصادر أيضًا إلى أن الحكومة أجرت اتصالات مع بعض أعضاء مجموعة الرباعية لنقل وجهة نظرها الرافضة للتعامل مع تلك الآلية في ظل وجود الإمارات.
وتتضمن مبادرة الآلية الرباعية بشكل خاص خارطة طريق تبدأ بهدنة إنسانية، ثم تتبعها مفاوضات لوقف إطلاق نار طويل الأمد.