مطار بوصاصو.. عقدة لوجستية بيد الإمارات لنقل السلاح والمرتزقة إلى السودان
كشفت تقارير ميدانية عن تصاعد الدور الإماراتي في دعم قوات الدعم السريع السودانية عبر جسر جوي ينطلق من مطار بوصاصو في إقليم بونتلاند الصومالي، الذي بات محورًا رئيسيًا لعمليات تهريب السلاح والمرتزقة منذ اندلاع الحرب في السودان في نيسان/ أبريل 2023.
وبحسب مصادر أمنية صومالية، تستخدم القوات المسلحة الإماراتية حظائر عسكرية خاصة في مطار بوصاصو، الذي جرى تحديثه بتمويل من أبوظبي، كمركز لوجستي رئيسي ضمن سلسلة إمداد متواصلة إلى السودان.
وتشير المعلومات إلى أن طائرات شحن من طراز “إليوشن IL-76” تنفذ رحلات دورية تنطلق من قواعد إماراتية، أبرزها “الظفرة” و”الريف”، نحو بوصاصو، ومنها إلى مطارات إنجامينا ونيالا في دارفور، وسط إغلاق لأنظمة التتبع.
وتؤكد الوثائق الميدانية العثور على أسلحة صينية وبلغارية ضمن معدات الدعم السريع، إضافة إلى نشاط مرتزقة كولومبيين جرى نقلهم عبر المطار ذاته، بإشراف شركة أمنية إماراتية تُدعى “GSSG”.
في أيار/ مايو 2024، نفت سلطات بونتلاند وجود منشآت عسكرية إماراتية بعد احتجاج رسمي من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في حين فقدت الحكومة الفيدرالية الصومالية سيطرتها على الإقليم منذ مارس من العام ذاته.
تدار حركة الطيران من قبل شركات مرتبطة بالإمارات، أبرزها “نيو واي كارجو” و”جيوان إيرويز”، والأخيرة مملوكة لمجموعة “NG9” العائدة لرجل أعمال أردني مقرّب من حمدان بن زايد.
ويأتي هذا الدور في إطار سعي أبوظبي للحفاظ على مصالحها الاقتصادية في السودان، لا سيما في مجالات الذهب والزراعة، وسط تقارير عن مشاركة إماراتية مباشرة في ضربات جوية استهدفت منشآت في بورتسودان ردًا على هجمات تركية مسيّرة قتلت مقاتلين أجانب كانوا في طريقهم من دارفور.
وتعزز الإمارات حضورها في بونتلاند من خلال تحالف مع رئيس الإقليم سعيد عبد الله دني، الذي قطع علاقاته مع الحكومة الصومالية في مقديشو، وعبر شبكة استثمارات تشمل تشغيل ميناء بوصاصو من قبل شركة “موانئ دبي العالمية” منذ عام 2017.