مظاهرات في العديد من المدن تدعم الجيش وتندد بانتهاكات الدعم السريع وترفض التدخلات الإماراتية
شهدت عدة مدن سودانية، خلال الساعات الماضية، خروج مظاهرات شعبية واسعة احتجاجاً على بانتهاكات ميليشيا الدعم السريع بحق المدنيين، في ظل تصاعد العنف واتساع رقعة الصراع الداخلي، وشملت الاحتجاجات مدناً رئيسية من بينها أم درمان وولاية الجزيرة والقضارف، وسط انتشار أمني ومشاركة جماهيرية لافتة.
ورفع المتظاهرون شعارات داعمة للقوات المسلحة السودانية، مطالبين بوقف ما قالوا إنها “جرائم ممنهجة” ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ضد السكان، تشمل القتل والنهب والاعتقال القسري وترويع المدنيين واغتصاب النساء، لا سيما في المناطق المتأثرة بالاشتباكات، واعتبر المحتجون أن استمرار هذه الانتهاكات يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد وحدة الدولة واستقرارها.
كما عبّر المتظاهرون عن رفضهم لما وصفوه بـالتدخلات الخارجية في الشأن السوداني، متهمين دولة الإمارات بدعم ميليشيا الدعم السريع سياسياً وعسكرياً، ورددت الحشود هتافات تندد بأي دعم خارجي لقوى مسلحة “تقتل المدنيين وترتكب انتهاكات جسيمة”، معتبرين أن ذلك يطيل أمد الحرب ويقوّض فرص الحل السياسي.
وأكد مشاركون في الاحتجاجات أن تحركاتهم تأتي في إطار الضغط الشعبي لحماية المدنيين، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه ما يجري في السودان، بما في ذلك محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ووقف تدفق الدعم الخارجي للأطراف المسلحة، وشددوا على أن الشارع السوداني بات أكثر وعياً بخطورة الصراع وأبعاده الإقليمية.
ومن الجدير بالذكر أن بعض المراقبين يرى أن اتساع رقعة الاحتجاجات يعكس تنامي الغضب الشعبي من استمرار العنف، وقد يشكل عاملاً ضاغطاً في مسار الصراع خلال المرحلة المقبلة، وتأتي هذه المظاهرات في سياق تصاعد التوترات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد، حيث تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في سقوط آلاف الضحايا ونزوح ملايين السودانيين.