من الربيع العربي إلى أدوات النفوذ… دور الشيخ منصور في استراتيجية الإمارات الإقليمية

1 minute للقراءة
65 مشاهدة

شهدت ثورات الربيع العربي عام 2011 تحوّلاً جذريًا في عقلية قيادة الإمارات، حيث أحسّت عائلة آل نهيان بتصاعد خطر الحركات الإسلامية، خصوصًا جماعة الإخوان المسلمين، فكان قرار الشيخ محمد بن زايد بخوض معارك إقليمية، من قلب مصر إلى اليمن وليبيا، لمنع هذه الحركات من الهيمنة، حتى إن التدخل شمل دعم انقلابات وتسليح جماعات مسلحة، وبناء تحالفات مع أمراء حرب.

ولكن لإدارة هذه الشبكات الدقيقة والمتداخلة، كان لا بد من “يد خبيرة”، والخيار وقع على الشيخ منصور بن زايد، الذي كُلف بتنفيذ المهام الحساسة خلف الكواليس، فكما وصفه مسؤول أمريكي سابق، تولّى الشيخ منصور «إدارة الرجال الأقوياء غير المرغوب فيهم، لكن المهمّين»، في دول مثل ليبيا والسودان.

وفي ليبيا، تبلور دور الشيخ منصور منذ نحو عام 2015 عندما تولى بناء علاقات مستقرة مع الجنرال خليفة حفتر، فقد راح منصور يدير تمويله وسياساته بهدوء، وتعاملت الإمارات مع حفتر على أساس كونه حلًا مركزيًا ضد الجماعات الإسلامية، كما ظهرت تسريبات تؤكد أن الإمارات زودته بأسلحة وميّزات مالية في خرق صارخ لحظر السلاح الدولي.

أما في السودان، فكانت أوراق الشيخ منصور أكثر جرأة، فقد أُوكل إليه دورا فاعلًا بعد عام 2017 في استمالة الرئيس المستبد عمر البشير، حيث تكللت الجهود بزيارة علنية للبشير لأبوظبي وتدفق مساعدات مالية كبيرة.

وكانت تلك بداية تمهيد لظهور طائرات الدعم ونفوذ قوات الدعم السريع في اليمن وليبيا أيضًا، وقد أرسلت لاحقًا من السودان إلى اليمن ثم إلى ليبيا، ما يظهر تكاملًا في منظومة النفوذ الإماراتي بمنطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط.

ومن هنا كان دور الشيخ منصور حاسمًا: فهو استلم ملف دعم الحاكمين العسكريين والأمراء مثل حفتر وحمدان (“همديتي”)، وفق استراتيجيات “قوة ناعمة” خلف الكواليس، لكن بوسائل قاسية وعمليات سرية، وبدت واشنطن واعية لهذا، ففي تعليق صريح قال المبعوث الأميركي جيفري فيلتمان (2021–2022): “كنّا ندرك دائمًا أن من يقف وراء الكواليس في الملف السوداني هو منصور.”

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *