مؤامرة دولية جديدة… كيف تغذي الإمارات الصراع في السودان عبر ليبيا؟في تطور مثير يكشف عن أبعاد التآمر الدولي على السودان، توصلت تحقيقات خاصة إلى معلومات مؤكدة تشير إلى تورط أطراف إقليمية ودولية في تأجيج الصراع داخل السودان عبر بوابة ليبيا، هذه المعلومات تعتمد على أدلة قوية تشمل صورًا من الأقمار الصناعية ومراسلات موثوقة. تبدأ القصة بسفينة مشبوهة من الإمارات وذلك عندما تلقت قيادة عملية “إيريني” تحذيرات من الاستخبارات الأمريكية بشأن سفينة حاويات مشبوهة تُدعى “آيا 1″، التي ترفع علم بنما، السفينة، التي انطلقت من ميناء جبل علي في الإمارات، كانت تحمل مستندات تشير إلى شحنات من مستحضرات التجميل والسجائر، لكن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا. فقد أكدت عمليات التفتيش أن السفينة كانت محملة بآلاف الذخائر ومئات السيارات العسكرية المصفحة من نوع “بيك-أب”، متجهة إلى ليبيا ومن ثم إلى السودان، ورغم وضوح الأدلة، سمحت السلطات الأوروبية للسفينة بمواصلة رحلتها إلى ليبيا تحت ذرائع استثنائية تتعلق بحظر السلاح الأممي. بعد تفتيش السفينة، تم تحويلها إلى ميناء “أستاكوس” اليوناني، حيث دارت مفاوضات سرية مكثفة بين أثينا ودبي وبروكسل وطرابلس، وفي النهاية، تقرر السماح للسفينة بمواصلة رحلتها بعد أن توقفت في مصراتة، حيث تم إنزال جزء من الشحنة، فيديوهات لاحقة أظهرت نقل عشرات السيارات المستخدمة في النزاع السوداني. وجزء من هذه الشحنة تم تسليمه لمليشيات طرابلس، بينما انتقل الباقي عبر بنغازي والكفرة إلى السودان، ويشير التحقيقات إلى دور رجل الأعمال الليبي أحمد العشيبي، المرتبط بخليفة حفتر، والذي يعد حلقة وصل بين الإمارات وشبكات الأسلحة. تظهر الأدلة أن ما يجري في السودان ليس مجرد صراع داخلي، بل هو جزء من مؤامرة دولية تشمل الإمارات التي تقوم بتمويل وتسليح الميليشيات، والاتحاد الأوروبي الذي يوفر تغطية سياسية، بالإضافة إلى حفتر وشبكاته التي تسهل عمليات النقل. وإن صمت المجتمع الدولي وتواطؤ بعض الدول الأوروبية يسلطان الضوء على مشروع خارجي يهدف إلى تقويض سيادة السودان وتمزيق نسيجه الوطني، ومن الضروري أن يدرك الجميع أن الأحداث الحالية ليست مجرد مصادفة، بل هي جزء من مخطط أكبر يُدار من الخارج. وفي الختام إن كشف هذه الحقائق للرأي العام يعد واجبًا ملحًا، حيث يجب أن نكون واعين للمخاطر التي تواجه السودان بسبب التدخلات الخارجية والتمويل الإماراتي للميليشيات المسلحة، مثل الدعم السريع، التي تعمق جراح البلاد وتغرقها في الفوضى.

من ملاعب العالم إلى دهاليز النفوذ… كيف صاغ الشيخ منصور نفوذ الإمارات الناعم

1 minute للقراءة
191 مشاهدة

في الوقت الذي تلاحق فيه الاتهامات الشيخ منصور بن زايد بتمويل فصائل مسلحة وتغذية صراعات دامية في مناطق مضطربة كالسودان، فإن ملامح موازية تكتمل في الواجهة: صورة رجل أعمال بارع يستخدم الأدوات الأكثر رقة وتأثيرًا — من الرياضة والإعلام إلى الذكاء الاصطناعي والاستثمار العالمي — لإعادة تشكيل صورة بلاده وتعزيز نفوذها الناعم.

ورغم أن الأضواء غالبًا ما تسلّط على شقيقه الأكبر، الشيخ محمد بن زايد، باعتباره العقل المدبّر لسياسات الإمارات الصلبة، فإن الشيخ منصور بدا لسنوات وكأنه يُعيد رسم حدود القوة بهدوء: من المليارات التي يضخها في الفرق الرياضية، إلى حضوره الخافت في المحافل التقليدية، دون أن يفقد تأثيره الواسع.

وقبل عقود فقط، كانت الإمارات لا تزال تعيش على صيد اللؤلؤ وزراعة النخيل ورعي الإبل، ثم جاء النفط، لتبدأ التحولات الكبرى من دبي، ومنها إلى أبوظبي — العاصمة التي تحولت من مدينة محافظة إلى مركز مالي عالمي وطموح تكنولوجي يطمح للريادة في الذكاء الاصطناعي وسياحة الفضاء.

وفي قلب هذا الصعود، تقف عائلة آل نهيان، إحدى أغنى العائلات في العالم، والتي تحتكر مفاتيح الحكم والثروة، ليتصدر المشهد ثلاثة من “بني فاطمة”، أبناء الزوجة المفضلة لمؤسس الدولة: محمد، طحنون، ومنصور.

ففي حين يترأس محمد السياسة، ويُلقّب طحنون بـ”شيخ الجواسيس”، يتولى الشيخ منصور قيادة مساحات الاستثمار الهائلة، فهو يشغل مناصب استراتيجية تشمل نائب رئيس الدولة، ونائب رئيس الوزراء، ورئيس المصرف المركزي، ويُشرف على عملاق النفط، وصندوق “مبادلة” السيادي الذي يُقدّر بأكثر من 330 مليار دولار.

وبعد نكسة سياسية في 2006، حين رفضت واشنطن بيع ستة موانئ لأبوظبي، أعادت الإمارات تشكيل صورتها العالمية عبر الثقافة والرياضة، وكان الشيخ منصور هو من قاد هذا التحول الأنيق من السياسة إلى الملاعب.

ففي عام 2008، اشترى نادي مانشستر سيتي مقابل 330 مليون دولار، وأطلق سلسلة تعاقدات ضخمة حوّلت الفريق من نادٍ متعثر إلى كيان كروي عالمي، تجاوزت استثماراته 3.5 مليار دولار، وفي عام 2023 وحده، حقق النادي أرباحًا تجاوزت 100 مليون دولار.

اليوم، يتصدر مانشستر سيتي الدوريات الأوروبية، ويفتخر مشجعوه بلافتة شهيرة على ملعب “الاتحاد” كُتب عليها: “شكرًا لك يا شيخ منصور — من مانشستر.”

ومع الوقت، توسعت شبكة الأندية التي يملكها لتشمل فرقًا في مومباي وملبورن ويوكوهاما ونيويورك، ضمن “مجموعة سيتي لكرة القدم”، إحدى أكبر الإمبراطوريات الرياضية في العالم.

امتد نفوذ الشيخ منصور ليتربع على عرش الإعلام، إذ موّل مشاريع ضخمة باللغة العربية بالتعاون مع شبكات كبرى مثل سكاي وCNN، وأُسند إلى جيف زوكر، الرئيس السابق لـCNN، إدارة ميزانية قدرها مليار دولار بهدف الاستحواذ على منصات إعلامية حول العالم، بما يخدم صورة الإمارات ومصالحها الإقليمية.

ورغم هذا الانفتاح العالمي، يحافظ الشيخ منصور على نمط ظهور خافت، لا يجري مقابلات، وغالبًا ما تقتصر أنشطته العلنية على رعاية فعاليات تقليدية كمهرجانات التمور وسباقات الهجن، وحتى شغفه المزعوم بكرة القدم لا تؤكده الوقائع: فمنذ استحواذه على مانشستر سيتي، لم يُشاهَد إلا في مباراتين رسميتين فقط.

كما لم تكن الرياضة مجرّد مجال استثمار، بل أداة استراتيجية، ففي 2014، استُخدم نادي مانشستر سيتي كمنصة لعقد جلسات إعلامية موجّهة، هدفت إلى الترويج لرواية سياسية تُربط فيها خصوم الإمارات الإقليميين بالإرهاب، بحسب ما كشفته مصادر إعلامية غربية، وفي الخليج، حذا منافسو أبوظبي حذوها، وبدأوا بشراء أنديتهم الخاصة في أوروبا، في محاولة لمجاراة النفوذ الإماراتي المتسارع عبر الرياضة.

وفي الختام يذكر أن الشيخ منصور هو وجه القوة الإماراتية التي ترتدي قفازات ناعمة. عبر إمبراطوريات الإعلام والرياضة والتكنولوجيا، أعاد رسم معالم القوة الخليجية على الساحة الدولية، لكن خلف هذا المشهد، يظل التساؤل قائمًا: هل هذه “القوة الناعمة” حقًا ناعمة، أم أنها امتداد ناعم لقوة صلبة تُمارس في أماكن أخرى بوسائل أكثر خفاء؟

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *