الإمارات تواصل دعم ميليشيا الدعم السريع بأسلحة متطورة في تحدٍ للجهود الدولية لوقف الحرب
قالت وكالات الاستخبارات الأمريكية إن دولة الإمارات العربية المتحدة قد عززت دعمها العسكري لميليشيا “الدعم السريع” السودانية خلال هذا العام، حيث أرسلت شحنات متزايدة من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك طائرات مسيّرة صينية متقدمة. هذا الدعم قد أمد الميليشيا، المتهمة بارتكاب أعمال إبادة جماعية، بالقدرة على مواصلة القتال في الحرب المستمرة في السودان، مما أدى إلى تفاقم إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن تقارير استخباراتية، أن الإمارات قد كثّفت إرسال الأسلحة إلى قوات الدعم السريع منذ الربيع الماضي، ما مكن هذه القوات من استعادة زمام المبادرة بعد الانتكاسات العسكرية الكبيرة التي تعرضت لها، بما في ذلك فقدانها للسيطرة على العاصمة الخرطوم في مارس. وقد شملت الإمدادات أسلحة صغيرة، ومدافع رشاشة ثقيلة، وطائرات مسيّرة متطورة من طراز “رينبو” الصينية، إضافة إلى مركبات ومدفعية وذخائر.
التحليل الاستخباراتي الأمريكي يشير إلى أن هذه الإمدادات قد غيرت مجرى الحرب، حيث سهلت على قوات الدعم السريع شن هجمات مكثفة على الحكومة السودانية، مما أسفر عن دمار شديد في مناطق مختلفة من البلاد. المسؤولون الأمريكيون، الذين كانوا يأملون في إنهاء الصراع من خلال مفاوضات لوقف إطلاق النار، أعربوا عن استيائهم من استمرار الدعم الإماراتي لهذا الفصيل، الذي يعتقدون أنه لولا هذا الدعم، لكان الصراع قد وصل إلى نهايته.
وفقًا للتقارير، فقد تم إرسال الطائرات المسيّرة الصينية من سلسلة “رينبو”، ومنها طائرة “CH-95” القادرة على القيام بعمليات ضربات جوية بدقة، وهي مزودة بقدرة التحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة. هذا النوع من الطائرات يوفر لقوات الدعم السريع قدرة نيرانية استراتيجية، ويُستخدم في عمليات استطلاع وضربات بعيدة المدى على الأرض.
وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن الإمارات قد نقلت الأسلحة عبر طرق متعددة، من بينها الصومال وليبيا، قبل أن تُرسل إلى السودان برًا، ما يسلط الضوء على الاستراتيجية المعقدة التي تستخدمها الإمارات لتوسيع نفوذها في الصراع السوداني، في وقت تشهد فيه المنطقة صراعات متزايدة على النفوذ بين قوى مثل السعودية وتركيا وإيران.
إجمالًا، يظل الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع من أبرز العوامل التي تمكّن الميليشيا من الاستمرار في حربها، مما يزيد من تعقيد الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء النزاع السوداني.
 
															 
								