“القتل الجماعي في الفاشر”.. أدلة مرعبة تكشف عن استمرار المجزرة بعد سيطرة الدعم السريع
أظهرت صور أقمار صناعية نشرها مختبر الشؤون الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية، دماء الإعدامات التي نفذتها ميليشا الدعم السريع الإرهابية بعد سيطرتها على الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأكد المختبر في تقريره الأخير أن هذه الصور تبرز دماء الإعدامات الميدانية التي ارتكبتها المليشيا بحق المدنيين بعد حصار دام أكثر من عامين، مشيرًا إلى أن المجزرة لم تتوقف بل تواصلت خلال الساعات التي تلت سقوط المدينة.
وقال المختبر إنه يؤكد وجود أدلة على استمرار عمليات القتل الجماعي في مدينة الفاشر، بعد 48 ساعة من سيطرة مليشيات الدعم السريع عليها، مؤكداً أن هذه الجرائم تشمل إعدامات ميدانية وتصفية واسعة للمدنيين داخل المستشفيات.
وأوضح التقرير أن مستشفى الأطفال قد تحوّل إلى مركز احتجاز، ثم إلى موقع قتل جماعي بعد أن تم إعدام الجرحى والمرضى داخل المستشفى السعودي، وهي أدلة جديدة تؤكد الفظائع التي تُرتكب بحق السكان المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن صور الأقمار الصناعية تظهر أعداداً كبيرة من الجثث ملقاة بالقرب من مستشفى الأطفال ومنطقة الساتر الترابي، وهو ما يشير إلى أن القتل المنهجي لا يزال مستمراً في محيط الفاشر. هذا، وقد أظهرت الصور التي التقطت يومي الاثنين والثلاثاء صفوفاً من الأجسام الداكنة التي تمتد من مبنى المستشفى إلى بوابة المنشأة، ما يعزز الرواية حول وجود مجزرة جماعية في المدينة.
ووفقا للتقرير، فقد تم توثيق قتل جماعي منظم في المستشفى السعودي وأماكن أخرى في المدينة، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية ثلاث مجموعات من الجثث على بعد 75 مترًا من الجدار الخارجي للمستشفى، اثنان منها تبدو عليها آثار تغير لوني مائل إلى الحمرة، مما يوضح حجم المجزرة التي لا تقتصر على المدنيين فقط، بل تشمل الجرحى والمصابين.
كما أشارت تنسقية لجان مقاومة الفاشر إلى أن الدعم السريع قد قتل جميع الجرحى والمرضى داخل المستشفى السعودي، حيث جرى إعدامهم بدم بارد، ما يعكس فظاعة الانتهاكات التي ارتكبتها هذه المليشيا.
وأفاد التقرير أيضًا بتوثيق عمليات قتل جماعي في محيط الساتر الترابي، ما يعزز ما أوردته المصادر الحقوقية حول ارتفاع حصيلة القتلى في شمال دارفور. حيث أكدت تقارير أممية مقتل ما لا يقل عن 1,850 مدنيًا في المنطقة، بينهم 1,350 في الفاشر وحدها، مع الإشارة إلى أن هذه الأرقام قد تكون أقل من الواقع بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة وضعف وسائل الاتصال.
وفي سياق متصل، أكدت صحيفة تلغراف البريطانية أن صور الأقمار الاصطناعية تكشف عن مشاهد مرعبة من الفاشر بعد سقوط المدينة بيد الدعم السريع، حيث أظهرت بركًا ضخمة من الدماء وأكوامًا من الجثث المكدسة، وهو ما يُرى بوضوح من الفضاء. ومن بين الضحايا الذين سقطوا في المجزرة، تم توثيق أن الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال وكبار السن، ما يسلط الضوء على الاستهداف المباشر للمدنيين.