ميليشيا الدعم السريع تواصل انتهاكاتها ومجازرها ضد المدنيين في الفاشر
تعاني مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من واحدة من أسوأ موجات العنف منذ بدء النزاع بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع،
أفادت تقارير محلية وأجنبية باستمرار ميليشيا الدعم السريع الممولة إماراتيًا باستمرار ارتكابها المجازر ضد المدنيين منذ 26 من أكتوبر حتى اليوم الأحد 2 نوفمبر، حيث شهدت المدينة هجمات وحشية أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف مدني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وهذا ما أكدته وزارة الصحة في الإقليم.
زتتحدث التقارير عن ارتكاب ميليشيات الدعم السريع لمجازر جماعية تتضمن تصفيات واغتصاب ونهب، بالإضافة إلى عمليات تطهير عرقي تستهدف السكان الأصليين والنازحين، حيث طوّقت هذه الميليشيات المدينة ونفذت عمليات إعدام ميدانية في الأحياء الشرقية والغربية، في وقت تعاني فيه الفاشر من انهيار الاتصالات وخروج المرافق الطبية عن الخدمة.
وصف وزير الصحة في دارفور ما يحدث بأنه تطهير عرقي منظم، مشيرًا إلى أن الشوارع والمنازل امتلأت بالجثث وأن الأعداد تفوق التقديرات الأولية بشكل كبير، في هذا السياق، أكد القائد العام للجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، أن انسحاب القوات من المدينة جاء نتيجة للتدمير المنهجي للبنية التحتية الذي استهدف المدنيين، متعهدًا بإعادة السيطرة على المناطق التي “دنّسها الخونة”.
وبهذا استغلت ميليشيا الدعم السريع الفراغ الأمني للسيطرة على المدينة، حيث قامت بنهب المرافق الحكومية والمستشفيات، ونفذت حملات انتقامية ضد الأهالي، كما أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لم تتمكن من الوصول إلى الفاشر منذ أكثر من أسبوعين بسبب القتال والحصار المفروض.
إن ما يحدث في الفاشر يمثل تحولًا خطيرًا في نمط العنف الذي تمارسه ميليشيا الدعم السريع، حيث أصبح العقاب الجماعي ضد المدنيين هو السمة البارزة لعملياتهم، الهدف الظاهر لهذه الهجمات هو إخضاع إقليم دارفور بالكامل، بينما يحمل البعد السياسي رسالة ردع للجيش السوداني وحلفائه.
وتتزايد المخاوف من انهيار المجتمع المحلي، مع احتمالات نزوح جماعي نحو تشاد وتفاقم الأوضاع الإنسانية بما يهدد بحدوث مجاعات وأوبئة، إن دعم الإمارات لميليشيا الدعم السريع يثير تساؤلات حول المسؤولية الدولية في مواجهة هذه الانتهاكات المروعة، ومن الجدير بالذكر إن الأوضاع في الفاشر تستدعي تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية المدنيين الأبرياء الذين يعانون تحت وطأة هذه المجازر.