تشويش إماراتي.. القصة الكاملة لسقوط الفرقة السادسة بالفاشر
📌 المقدمة
في تقريرٍ نشره موقع Middle East Eye تحت عنوان «Radio Silence» (صمت لا سلكي)، أُثيرت تساؤلات واسعة حول أسباب انهيار منظومة الاتصال بين القيادة العسكرية في مدينة الفاشر والقيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم وبورتسودان.
وفقاً للتقرير، فإن الانقطاع الكامل للاتصالات اللاسلكية وأجهزة «ثريا» و«موتورولا» في يوم 26 أكتوبر كان عاملاً حاسمًا في سقوط الفرقة السادسة مشاة بيد قوات الدعم السريع، بعد فقدان القدرة على التنسيق الميداني وإدارة العمليات.
🔍 1 — ملابسات الانقطاع
-
التقرير يذكر أن جميع قنوات الاتصال توقفت بشكلٍ مفاجئ في ساعات الصباح الأولى من 26 أكتوبر.
-
المصادر الميدانية التي استند إليها الموقع أوضحت أن «الفاشر كانت معزولة تمامًا»؛ إذ لم تصل أوامر من القيادة العامة، ولم يُعرف مصير الإمدادات أو أوامر الانسحاب.
-
جنود منسحبون تحدّثوا عن حالة فوضى داخلية ناتجة عن «انقطاع غير مبرّر»، وليس نتيجة اتفاق تسليم أو هدنة.
⚠️ 2 — فرضيات التشويش الخارجي
-
Middle East Eye أشار إلى «عمليات تشويش وقطع للاتصالات» دون تحديد الجهة المنفّذة بدقّة.
-
بعض المصادر التي تحدّثت للموقع اتهمت أطرافًا خارجية بالمشاركة في عمليات الحرب الإلكترونية، من بينها إشارات إلى نشاطات تقنيّة مصدرها الإمارات.
-
حتى الآن لم تصدر أي جهة رسمية أو دولية تحقيقاً علنياً يثبت أو ينفي هذه الفرضية.
🔸 تحليل استخباراتي:
من الناحية التقنية، تنفيذ عملية تشويش على نطاق يغطي مدينة بحجم الفاشر يتطلّب قدرات متقدمة، تشمل طائرات حرب إلكترونية أو محطات إرسال عالية القدرة. وهذا يعزز فرضية وجود دعم تقني خارجي، خصوصًا مع تواتر تقارير سابقة عن تشغيل منظومات مراقبة واتصال من قواعد إقليمية قريبة.
🛰️ 3 — الأثر الميداني والانهيار العملياتي
-
أفاد عسكريون بأن الاتصالات تعطلت كلياً بين غرف العمليات في الفاشر والقيادة المركزية.
-
توقفت خطوط الإمداد الميدانية، وتراجعت القدرة على إصدار أوامر الانسحاب المنظّم.
-
انسحبت وحدات الفرقة السادسة في وضع فوضوي بعد فقدان التنسيق اللاسلكي، ما أدى إلى سقوط المدينة بيد قوات الدعم السريع خلال أقل من 12 ساعة.
📊 4 — السياق العام: الحرب الإلكترونية كأداة في النزاع
-
منذ بداية الحرب بين الجيش والدعم السريع، سُجّلت عدة حوادث لانقطاع الاتصالات في مناطق دارفور وكردفان.
-
استخدام تقنيات التشويش أصبح سمة متكررة في النزاعات الإقليمية، حيث يمكنها شلّ القيادة والسيطرة في دقائق.
-
إذا تأكّد تورّط جهات خارجية في قطع الاتصالات، فسيُعدّ ذلك تدخّلًا مباشرًا في النزاع السوداني ويخضع للمساءلة وفق القانون الدولي.
🧩 5 — تداعيات استخباراتية
-
فقدان السيطرة المعلوماتية: سقوط الاتصال يعني غياب الرؤية الميدانية والاستخباراتية.
-
تفوق الخصم الاتصالي: امتلاك الدعم السريع أو داعميه لتقنيات حرب إلكترونية يمنحهم أفضلية في تعطيل القيادة.
-
تهديد الأمن القومي: إمكانية اختراق قنوات القيادة والسيطرة في الجيش تُعدّ مؤشراً خطيراً على هشاشة البنية التقنية الدفاعية.
🕵️♂️ 6 — توصيات تحليلية
-
تحقيق فوري مستقل حول مصدر التشويش ومدى تورّط جهات خارجية.
-
تحديث منظومات الاتصالات العسكرية لتكون مشفّرة ومقاومة للتشويش.
-
تشكيل وحدة حرب إلكترونية وطنية قادرة على الرصد والتعطيل المضاد.
-
مراجعة التعاون التقني الدولي مع دول يُشتبه في دعمها لطرف على حساب السيادة الوطنية.
📌 الخلاصة
انهيار الاتصالات في الفاشر لم يكن مجرد خلل فني؛ بل نقطة تحوّل ميدانية غيّرت مسار السيطرة في دارفور.
تقرير Middle East Eye فتح الباب أمام تساؤلات حول حرب إلكترونية خفية ساهمت في شلل القيادة العسكرية السودانية.
وفي انتظار تحقيق دولي رسمي، تبقى الوقائع التقنية وشهادات الجنود مؤشرات على وجود تدخل خارجي محتمل استخدم سلاح الصمت الإلكتروني لفرض واقع ميداني جديد.
✍️ السودان 24 | وحدة التحقيقات الخاصة
📧 investigations@sudan24.news