القوة المشتركة: الجرائم المنهجية لمليشيا الدعم السريع تهدد أمن المدنيين وتستلزم تدخلاً دولياً عاجلاً
أكدت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن الانتهاكات والفظائع التي تمارسها مليشيا الدعم السريع ليست مجرد أحداث معزولة أو تجاوزات فردية، بل هي منظومة متكاملة من الجرائم التي تعكس طبيعة هذه المليشيا الهيكلية القائمة على العنف، فيما لا تعد محاولات المحاسبة الداخلية إلا غطاءً شكليًا يحاول التخفيف من المسؤولية المؤسسية المستمرة داخل كيانها.
وقال الرائد متوكل علي وكيل أبوجا الناطق الرسمي للقوة المشتركة، إن المجتمعين الإقليمي والدولي يتحملون مسؤولية أخلاقية وقانونية مباشرة عن ما يحدث في السودان، ولا يمكن السماح بترك المدنيين تحت رحمة انتهاكات مستمرة وموثقة. وأضاف أن الاكتفاء بالبيانات والتنديدات لم يعد مقبولاً، خاصة بعد أن تجاوزت الجرائم كافة الحدود الإنسانية والقانونية، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عملية تُفضي إلى تصنيف مليشيا الدعم السريع وحلفائها كجماعات إرهابية، مما يفتح الطريق لفرض تدابير ضرورية لحماية المدنيين وإنهاء الانتهاكات المستمرة.
وأشار متوكل إلى أن ما يجري في الفاشر ودارفور ليس مجرد انتهاكات فردية بل هو مأساة إنسانية تتعمق يومًا بعد يوم، مؤكدًا أن الجرح الذي ينزف في جسد الوطن لا يمكن علاجه إلا بموقف دولي حاسم يتناسب مع حجم الدم المراق، ومواقف المجتمع الدولي يجب أن توازي صمود الشعب السوداني الذي يواجه الكارثة وحده.
وأوضح أن العالم يشهد بقلق متزايد سلسلة من الجرائم المنظمة ضد المدنيين في مدينة الفاشر وعموم دارفور منذ اجتياح المليشيا للمدينة، بما في ذلك عمليات تصفية عرقية وإبادة جماعية تتكشف فصولها باستمرار. ومنذ أكثر من شهر على سقوط الفاشر، لا تزال آلة العنف مستمرة، مع عمليات تصفية مباشرة في الأحياء، وجرائم وحشية تشمل الاغتصاب والتعذيب والاختفاء القسري، فضلاً عن استهداف الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني لمنع كشف الحقائق.
وأضاف أن الجرائم تجاوزت الأرواح لتطال مصادر العيش، حيث تعرض الأهالي للطرد القسري من مزارعهم خلال موسم الحصاد، وأجبروا على التخلي عن محاصيلهم، بينما استهدفت المليشيا تدمير مصادر الرزق بتسليط الماشية على أراضيهم الزراعية في مناطق مثل زالنجي والجنينة ونيالا، في محاولة لكسر صمود المجتمعات المحلية.
وختم متوكل بالقول إن الليل مهما طال، والظلم مهما امتد، فلن يستطيع أن يحجب شمس العدالة أو إرادة الشعوب التي لا تُهزم. وإن النصر آتٍ لا محالة، ليس مجرد شعار أو أمل بل حقيقة يتحقق بتضحيات أبناء الوطن وصمودهم. ستنهض دارفور كما نهضت الشعوب الحرة في تاريخها، وسيتعلم المعتدون أن قوة الحق أقوى من كل آلات العنف، وأن إرادة الإنسان أقوى من مشاريع الخراب. وإن غداً لناظره قريب.