نزوح جماعي لآلاف المدنيين في غرب كردفان إثر عمليات عسكرية لميليشيا الدعم السريع

0 minutes للقراءة
79 مشاهدة

شهدت مناطق واسعة من إقليم غرب كردفان خلال يومي 16 و17 ديسمبر موجات نزوح جماعي لآلاف المدنيين، على خلفية عمليات سيطرة واشتباكات عنيفة ارتبطت بميليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتيًا في عدد من المناطق الحيوية، تقارير إعلامية محلية ودولية أفادت بأن التطورات الميدانية المفاجئة دفعت سكان قرى وبلدات كاملة إلى الفرار خوفًا من القتال المباشر والانتهاكات المصاحبة له.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن تصاعد العمليات العسكرية، لا سيما في محيط مناطق استراتيجية مثل هجليج ومناطق مجاورة، أدى إلى حالة من الذعر بين السكان، مع انتشار أنباء عن نهب ممتلكات مدنية وتهديدات مباشرة، ما عجّل بحركة نزوح واسعة شملت عائلات بأكملها، وأكدت التقارير أن غالبية النازحين غادروا دون التمكن من حمل احتياجاتهم الأساسية، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات المحلية.

وسلك النازحون مسارات مختلفة داخل الإقليم وخارجه، حيث توجهت أعداد كبيرة نحو مدن أكثر أمنًا نسبيًا مثل كوستي ومناطق في ولايات مجاورة، فيما حاول آخرون عبور الحدود بحثًا عن ملاذ آمن، وأشارت منظمات إنسانية إلى أن مراكز الإيواء المؤقتة استقبلت أعدادًا تفوق طاقتها، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

الوضع الإنساني للنازحين وُصف بالحرج، خاصة في ظل تزامن النزوح مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية في السودان عمومًا، وأفادت تقارير أممية بأن النساء والأطفال يشكلون النسبة الأكبر من المتضررين، مع مخاوف متزايدة من تفشي الأمراض وسوء التغذية، في ظل محدودية وصول المساعدات الإنسانية بسبب الأوضاع الأمنية.

ويأتي هذا النزوح في سياق أوسع من التصعيد العسكري الذي تشهده أقاليم السودان الغربية، حيث تحذر منظمات حقوقية من أن استمرار العمليات دون توفير ممرات آمنة للمدنيين سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتحولها إلى كارثة طويلة الأمد، كما دعت هذه المنظمات المجتمع الدولي إلى الضغط لوقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان حماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.

ومن الجدير بالذكر أن هه التطورات تأتي في غرب كردفان حجم الكلفة الإنسانية الباهظة للصراع الدائر، في وقت تبدو فيه آفاق الحل السياسي غامضة، فيما يواصل المدنيون دفع الثمن الأكبر من أمنهم ومعيشتهم واستقرارهم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *