«قروب رمضان كريم» يقرّر السياسة العامة لتحالف تأسيس!
🔍 مقدمة
في مشهد يختصر مستوى الانحدار السياسي الذي بلغه تحالف «تأسيس»، كشف نقاش تلفزيوني على قناة الجزيرة مباشر عن حقيقة صادمة: قرارات مصيرية تتعلق بتحالفات كبرى ومستقبل العمل السياسي في السودان تُتخذ داخل قروب واتساب يحمل اسمًا أقرب للمجاملة الاجتماعية منه للعمل السياسي: «رمضان كريم».
🎙️ السؤال الذي فضح المستور
وجّه مذيع الجزيرة مباشر أحمد طه سؤالًا مباشرًا لأحد أعضاء تحالف تأسيس حول:
متى وكيف اتخذ حزب المؤتمر السوداني قرار الانضمام إلى تحالف التأسيس؟
وجاءت الإجابة بلا مواربة:
«عبر كروب واتساب “كروب رمضان كريم”».
📱 السياسة عبر الإشعارات
نعم، لم يعد الأمر يحتاج إلى:
-
مؤتمرات عامة
-
مداولات تنظيمية
-
هياكل حزبية أو مؤسسات منتخبة
بل يكفي:
-
قروب واتساب
-
سلسلة رسائل نصية
-
ربما نقاش سريع بين السحور والتراويح
حتى تُحسم تحالفات سياسية وتُغيَّر مواقف يفترض أنها تمثل قواعد شعبية وتنظيمات كاملة.
❓ سؤال السخرية الجاد
عندما سأل المذيع:
«هل أنت عضو في قروب رمضان كريم؟»
لم يكن السؤال ساخرًا بقدر ما كان تشخيصًا دقيقًا لمستوى العبث:
هل يُعقل أن تُدار السياسة العامة، وتُصاغ التحالفات، وتُتخذ قرارات مصيرية تخص بلدًا ينزف…
عبر دردشة جماعية على الهواتف؟
🧩 من السياسة إلى الدردشة
الواضح أن تحالف تأسيس — ومعه نخبة من السياسيين المرتزقة — انتقل:
-
من قاعات الاجتماعات
-
إلى شاشات الموبايل
-
ومن البيانات السياسية
-
إلى الإيموجي وردود الفعل السريعة
فما دام بالإمكان تمرير قرار سياسي عبر:
👍 لايك
😂 إيموجي
📸 صورة سيلفي
فلماذا عناء المؤتمرات أصلًا؟
⚠️ دلالات خطيرة
ما كُشف ليس تفصيلة عابرة، بل مؤشر على:
-
غياب المؤسسية
-
تفريغ العمل السياسي من مضمونه
-
تحويل الأحزاب إلى مجموعات دردشة
-
وتسليع القرار الوطني في دوائر ضيقة ومنفصلة عن الشعب
📌 الخلاصة
نحن أمام مشهد عبثي كامل:
تحالفات تُبنى في أوقات الفراغ،
قرارات تمر عبر «الستوري» و«اللايك»،
ومستقبل بلد يُناقش في قروب رمضان كريم.
يبدو أن هذا هو المسار الجديد للقرار السياسي في زمن الـ 3G:
سياسة خفيفة… مسؤولية أقل… وبلد يدفع الثمن.