ميليشيا الدعم السريع ترتكب عنفًا جنسيًا ممنهجًا ضد نساء المساليت في دارفور
منذ أكثر من عقدين، تعاني نساء قبيلة المساليت في دارفور من دورات متكررة من العنف والنزوح، وقد ازدادت معاناتهن، حيث تحولت أشكال العنف إلى أدوات منهجية تستهدف النساء والفتيات على أساس عرقي، مما دفعهن إلى النزوح مجددًا نحو مخيمات اللجوء في شرق تشاد، حيث تظل ظروف الأمان بعيدة المنال.
وأصدر الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام تقريرًا جديدًا يعكس هذه المأساة، التقرير، الذي يحمل عنوان “تعرضنا للتهديد بالاغتصاب والعنف لكوننا مساليت”، يسلط الضوء على كيفية استخدام العنف الجنسي كوسيلة لإرهاب المجتمع المساليت وإجبارهم على النزوح، تم تدشين التقرير في العاصمة اليوغندية كمبالا، ويستند إلى مهمة توثيق ميدانية أجريت في أغسطس 2024 في إنجمينا وشرق تشاد، حيث تم جمع الشهادات من الناجيات وضحايا العنف.
تتحدث الشهادات التي تم جمعها عن حملة منسقة تستهدف مجتمع المساليت، بدءًا من الهجمات داخل دارفور وصولًا إلى المخيمات في تشاد، وتوضح أن العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي أصبح سمة بارزة للنزاع في دارفور، حيث استخدم كسلاح لإخضاع السكان المحليين، وقد أفادت غالبية الناجيات بأن الانتهاكات كانت تستند إلى انتمائهن العرقي، حيث ارتكبت من قبل عناصر من ميليشيا الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها.
تتضمن الروايات الناجيات تعرضهن لهجمات مسلحة واقتحامات للمنازل واغتصاب جماعي، بالإضافة إلى تهديدات بقتل أفراد الأسرة لإجبارهن على الامتثال، كما توثق الشهادات حالات اختطاف واعتداءات جنسية، مما يبرز مدى تفشي هذه الظاهرة.
لم يتوقف العنف عند حدود الهجمات داخل دارفور، بل استمر أثناء عمليات النزوح، حيث وثقت الشهادات كمائن مسلحة واعتداءات على النساء عند نقاط التفتيش، وتظهر التقارير أن النساء والفتيات اللاجئات في شرق تشاد لا يزلن يواجهن مخاطر جسيمة، إذ يستمر العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي داخل المخيمات، وسط غياب الحماية الفعالة.
يدعو التقرير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إنسانية شاملة تركز على دعم الناجيات وتحسين ظروف الحياة في المخيمات. كما يشدد على أهمية المساءلة ومنع الإفلات من العقاب عبر آليات العدالة المحلية والدولية، ويؤكد أن العنف الجنسي في السودان قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ومن الجدير بالذكر أن هذا التقرير يظهر كيف أن ميليشيات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا قد ساهمت في تفشي هذه الانتهاكات، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً لمحاسبتها على الجرائم المرتكبة بحق النساء والفتيات في دارفور.