الشيخ منصور الإماراتي والخرائط السرية للفوضى في السودان وأفريقيا

1 minute للقراءة
88 مشاهدة

في تقرير استقصائي نُشر في صحيفة نيويورك تايمز، تم تسليط الضوء على الدور الغامض الذي يلعبه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء الإماراتي، في تأجيج الحرب الأهلية في السودان.

ووفقًا لمصادر أمريكية وأممية، تمكنت الولايات المتحدة من اعتراض مكالمات هاتفية بين الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، وقادة إماراتيين، بما في ذلك الشيخ منصور.

وقد ساعدت هذه المعلومات الاستخباراتية في تكوين صورة حول الدور المحوري الذي لعبه الشيخ منصور في تسليح قوات الدعم السريع، مما أسهم في تفاقم الصراع الذي أدى إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

ففي فبراير 2023، وفي قصره الفخم المطل على الخليج، استقبل الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات وأحد أغنى رجال المنطقة، ضيفًا مثيرًا للجدل، إنه محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد ميليشيا الدعم السريع في السودان، والمتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وظهرت أن العلاقة بين الرجلين لم تكن وليدة اللحظة، ففي عام 2021، شوهد الاثنان يتجولان معًا في معرض للأسلحة بأبوظبي، حيث تفقدا طائرات مسيّرة وصواريخ متقدمة، وقد أصبحت هذه الزيارة لاحقًا مؤشراً على الشراكة الناشئة التي تجلت بشكل أوضح بعد اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، عندما اتُّهمت الإمارات، عبر جمعيات خيرية يشرف عليها الشيخ منصور، بتوفير غطاء لتهريب الأسلحة والطائرات المسيّرة إلى قوات دقلو.

ورغم نفي الإمارات الرسمي لدعم أي طرف في النزاع السوداني، تكشف معلومات استخباراتية أمريكية أن الشيخ منصور لعب دورًا محوريًا في إيصال الدعم العسكري إلى دقلو، فقد اعترضت واشنطن مكالمات منتظمة على فترات طويلة بين القائد السوداني ومسؤولين إماراتيين، بينهم الشيخ منصور نفسه، ما دفع مسؤولين أمريكيين إلى الاستنتاج بأن الإمارات ساهمت في تأجيج الحرب، التي تحولت إلى كارثة إنسانية هي الأكبر في العالم، وفاقمت المجاعة والانهيار المدني.

وإن هذا الدور لم يكن معزولًا، فبحسب أكثر من اثني عشر مسؤولًا من الولايات المتحدة وأفريقيا والعالم العربي، يقف الشيخ منصور في طليعة التحركات الإماراتية لفرض النفوذ في مناطق غير مستقرة، تمتد من القرن الأفريقي إلى شمال أفريقيا، ويصفه دبلوماسيون بأنه “رجل المهام القذرة”، يُكلّف بملفات لا تحظى بالاهتمام الإعلامي، لكنها ذات أهمية استراتيجية فائقة.

في ليبيا أيضاً، تولى الشيخ منصور تنسيق الدعم الإماراتي للجنرال خليفة حفتر منذ عام 2015، كما تقول مصادر أمريكية، وفي السودان، وأكد جيفري فيلتمان، المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي بين عامي 2021 و2022، أن الدور الخفي للشيخ منصور بن زايد في الملف السوداني كان معروفًا دومًا لدى الولايات المتحدة.

حيث صرح جيفري “كنّا ندرك دائمًا أن من يقف وراء الكواليس في الملف السوداني هو منصور”، وهذا التصريح يوضح أن واشنطن كانت تراقب عن كثب دور الشيخ منصور في دعم قائد ميليشيا الدعم السريع، وأنه كان يُنظر إليه باعتباره المحرّك الرئيسي للسياسات الإماراتية غير المعلنة في السودان، خصوصًا في ما يتعلق بتسليح أطراف النزاع.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *