اليد الخفية في الخرطوم… بين النفوذ السياسي ودعم ميليشيا الدعم السريع
في إطار الدور المتصاعد للإمارات في الشؤون الأفريقية، تصدرت أبوظبي المشهد كفاعل رئيسي سواء اقتصادياً أو سياسياً، إذ ضخت شركات تابعة لعائلة آل نهيان مليارات الدولارات في مشروعات استراتيجية متعددة في القارة السمراء، كما أنها مارست دوراً سياسياً وعسكرياً حاسماً في بعض الصراعات، كان أبرزها في السودان حيث لعبت دور “صانع الملوك” عبر دعم أطراف النزاع بالأسلحة والغطاء السياسي.
وسبق في عام 2021، شهد السودان انقلاباً عسكرياً قاده الجنرال محمد حمدان “حميدتي”، وهو ما أثار غضب المسؤولين الأميركيين الذين توقعوا قيادة مدنية للبلاد. لكن الإمارات بادرت إلى دعم حميدتي رسميًا، وفتحته أبوابها، حيث منحته ملاذاً آمناً في أبوظبي، سرعان ما بدأت أبوظبي تنفيذ خطة سرية لتسليح قوات الدعم السريع التابعة له، عبر قاعدة جوية في شرق تشاد، تحت غطاء مستشفى ميداني تديره منظمتان خيريتان مرتبطتان بالشيخ منصور بن زايد.
وتكشف تحقيقات أميركية عن أن الجنرال حمدان يمتلك خط اتصال مباشر مع كل من الشيخ محمد بن زايد والشيخ منصور بن زايد، اللذين يقفان خلف شبكة معقدة من الشركات الوهمية التي مولت الأسلحة والعمليات اللوجستية لقواته في السودان، ويُعزى تفضيل الإمارات لحميدتي لولائه خلال الحرب في اليمن، وتجارته في الذهب والأسلحة التي تتمركز في الإمارات، وكذلك موقفه المعادي للحركات الإسلامية.
وعلى الرغم من ظهور الشيخ منصور وكأنه قطع علاقته بحميدتي بعد اندلاع الحرب الأهلية السودانية عام 2023، إلا أن الاتصالات بينهما استمرت سرًا، وفي عام 2024، واجه المبعوث الأميركي إلى السودان الشيخ منصور مباشرة خلال اجتماع في الإمارات بشأن دعم الجنرال، لكنه رفض تحمل المسؤولية، متهماً خصومه بأنهم السبب في استمرار النزاع.